﴿وعِظْهم وقُلْ لَهم في أنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا﴾
في هذا الموضع من الآية؛ أمر باستيفاء الجهد في الموعظة والبلاغ وتحري غاية ما يطيقه الداعي من التأثير.
وذلك من عدة وجوه منها:
(وعظهم)
والموعظة أبلغ من مجرد الإخبار؛ قال الخليل الموعظة: تذكيرُك إيّاه الخيرَ ونحوَه ممّا يرقُّ له قلبُهُ.
(وقل لهم )
والموعظة متضمنة للقول لكنه أعاد الأمر بالقول مما يفيد التوكيد
وقوله تعالى:
(لهم)
أي: خصهم بالقول مع أن المخاطبين معروفون من سياق الأمر بالعظة.
وقدم الجار والمجرور (لهم) للعناية بشأنهم.
(في أنفسهم)
قال بعضهم: متعلق بقوله (بليغا)
أي مؤثرا واصلا ليس كلاما عاما فحسب بل قل لهؤلاء في ذات أنفسهم أي انتق خطابا لهذه الأنفس خاصة يبلغ مداه فيها بعينها.
(قولا)
مصدر يفيد التوكيد بلا ريب
والنكرة للتعظيم أي قولا عظيما في أثره
(بليغا)
أي بالغا واصلا مؤثرا تجتهد في أن يعمل في نفوسهم.
فاجتهد أيها الداعي
وكلما استكملت أدواتك حرثت الأرواح وأنبتت من كل زوج بهيج.
مختارات