وقفة مع السورة الجامعة:
وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَفِی خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾
استثنى الله تعالى من الخسران في هذه السورة من اتصف بأربع صفات، وجاء ذكرها مرتبا تباعا...
وفي هذا الترتيب: إشارة لترتب بعضها لبعض في الوقوع؛
وهذا أمر يجده العبد في نفسه في كليات الدين وفروعه.
فإنك أولا تعلم بالحديث أو السنة فتؤمن وتصدق.
(إلا الذين آمنوا)
ثم إذا قوي إيمانك بها وصدق؛
حملك على العمل والامتثال.
(وعملوا الصالحات).
ثم إذا عملت به ولازمته وجدت أثره ونفعه وأحببته فحثك على الدعوة إليه ووصية الناس به ونصيحتهم وذكرته للأقارب والمعارف وأوصيتهم به وكتبت عنه ونشرته وتكلمت.
(وتواصوا بالحق)
ثم مع انتشار العمل الصالح وملازمته يأتي الابتلاء والأذى فيه فيصبر العبد ويدعو إلى الصبر وتحمل الأذى.
(وتواصوا بالصبر)
ومثله كذلك فإن
التواصي بتحمل الأذى يزيد أيضا في نشاط العبد في الدعوة إلى هذا العمل والدعوة إلى العمل تزيد من عمل العبد نفسه ومن ثم تقوي إيمانه....
وعلى العكس من ذلك يبدأ ضعف المؤمن في العمل الصالح بترك التواصي على الصبر وتحمل الأذى.
ثم يدب الضعف في الدعوة للعمل نفسه والنصيحة به
فإذا ترك ذلك
بدأ النقص في عمله شيئا فشيئا حتى يتركه بالكلية فيزهد في العمل ثم.
يذوي إيمانه بفضيلة العمل ويذهب عن قلبه بالكلية وربما نفر منه وصد عنه والعياذ بالله.
.فالزم أول الحصون ولا تبرحها فإنها تحمى ما بعدها من ثغور العمل والإيمان.
الهج بالنصيحة لنفسك وغيرك بتحمل المتاعب في الأعمال الصالحة...
ومراتب الناس في كل فضيلة على حسب هذا الأمور الأربع.وهم فيها كذلك يتفاضلون درجات ودرجات
وربك يخلق ما يشاء ويختار
مختارات