وصفة ثبات
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أما بعد..
فيا رفقة الجنة..
لا ينبغي أن يفارق تفكيركم الآن موضوعان:
الأول: القبول.............. والثاني: الثبات.
فأما (القبول) فإني أغبط كل (هابيل القبول) وأعزي كل (قابيل الرد) فالله يقول: " فتقبل من أحدهما " أي هابيل، " ولم يتقبل من الآخر " أي قابيل، فليت شعري من منَّا كهابيل.
( وصفة الثبات):
فأرى أن أهم شيء نفعله الآن أن نلزم أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "
فبالله عليك: هل هو أكثر دعائك؟!!!!
فيا رفقة الجنة..
لابد من نظام جديد، فالله أسقط النظام القديم، فهل سقط نظامك القديم في حياتك؟؟؟
نظام جديد في تحقيق معادلة (العلم والعمل والدعوة)
نظام يهتم بالسلوك والأخلاق قبل الأعمال الظاهرية التي لا تصفي القلوب.
نظام منهجي في طلب العلم والاهتمام بحفظ وتدبر القرآن.
نظام منهجي في التربية والعبادة لله تعالى.
ولذلك فأقترح عليكم الآتي:
1- الاهتمام بحفظ القرآن، وتدبره
2- الاهتمام بإدارة الوقت، ونبدأ بحسن إدارة النوم، لتهيئة وقت لقراءة القرآن والحفاظ على الأوراد.
3- نريد في قراءة القرآن أن تختار مستوى من هذه المستويات يناسبك للاستمرار عليه من الآن وحتى رمضان القادم.
(الختمة كل أسبوع).. أكثر فعل السلف (قراءة حوالي 5 أجزاء يوميا)
(ختمة كل عشرة أيام).. (قراءة 3 أجزاء)
(ختمة كل أسبوعين)... (قراءة جزئين يوميا)
(ختمة كل شهر)...... (قراءة جزء يوميا)
4- نريد الاهتمام البالغ بالاذكار وجلسة الشروق لدوام جمع القلب والتعود على التبتل.
5- الاهتمام البالغ بأذكار النوم خاصة أن هذا يساعد على أن يكون ثلث العمر في الطاعة.
6- قراءة سورة تبارك يوميا للأمن من العذاب وفتنة القبر.
7- الصدقة إما يوميا أو شهريا، والإنفاق الدعوي
8- الحفاظ على النوافل:
بحد أدنى (12 ركعة راتبة + 2 ضحى + 2 قيام + ركعة وتر).
والمستوى الأعلى (ما سبق ولكن بتعديل 4 ضحى واثنين بعد الظهر + 4 قبل العصر + 11 قيام ليل)
ومن زاد فهنيئا رفقة النبي لكل من حقق (أعني على نفسك بكثرة السجود)
9- دور دعوي فعال لابد من القيام به، والمجالات الدعوية كبيرة وكثيرة فاختر الأنسب.
10 - إصلاح منظومة العلاقات الاجتماعية (بر وصلة رحم وخالق الناس بخلق حسن).
ومسك الختام:
في صفة الصفوة أن رجلا تعلق بأستارالكعبة ثم قال: اللهم بك أعوذ، وبك ألوذ، اللهم اجعل لي في اللهف إلى جودك والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين، وغنى عما في أيدي المستأثرين.
اللهم فرجك القريب، ومعروفك القديم، وعادتك الحسنة
ثم ذهب في الناس فرؤي عشية عرفة وهو يقول: اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي، فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني ثم ذهب في الناس يقول: واسوأتاه - والله - منك وإن عفوت.
فاللهم إن لم تقبل رمضان منا وتعبنا ونصبنا فلا تحرمنا الأجر على مصابنا بتركك القبول منا.
اللهم نقر إليك بذنوبنا وبعدم استحقاقنا أن تتفضل علينا بالقبول بعد ما كان منا من تفريط ومعاصي، ولكن من لنا إن لم تقبلنا.
يا رب اجبر كسرنا الآن وقد تقطعت قلوبنا على فراق رمضان، ونخاف أن نرد على أعقابنا بعد إذ هديتنا.
يارب ماذا يشفع لنا عندك ونحن بلا زاد وبلا عمل شافع، ليس لنا إلا جودك ويقيننا أنك الأكرم، يارب إن أردت بنا فتنة بعد رمضان فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين.
كثرت عهودنا، وتاهت كثيرا أقدامنا، وتغيرت قلوبنا، وتقلبت أحوالنا، والآن نسألك الرضا والقبول والثبات والاستقامة، لكن لا لشيء إلا أننا فقراء إلا من حسن الظن بك، فاعف عنا وتجاوز عن سيئاتنا وارحم ضعفنا، ووالله نقسم بك أننا يا رب نحبك، ونرجو رحمتك، مع شديد الحسرة على ما يكون منا مما لا تحب ولا ترضى، هذه بضاعتنا، وهذه أنفسنا، وهذه عيوبنا (قد أخرج الله أضغاننا) وعرفنا مدى ظلمنا لأنفسنا فاقبل ربنا توبتنا.. فأنت يا ربي حبيب قلبي، ولكني خجلان من ادعائها وعملي لا يدل عليها، فقد بقي أنك أعلم بها في قلبي من أي احد.
مختارات