اعترف...
يقول الله تعالى
﴿وَءَاخَرُونَ ٱعۡتَرَفُوا۟ بِذُنُوبِهِمۡ خَلَطُوا۟ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا وَءَاخَرَ سَیِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَن یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ﴾
وما أحسن تفسير الإمام الطبري رحمه الله حين قال
(يعني جل ثناؤه بالعمل الصالح الذي خلطوه بالعمل السيئ: اعترافهم بذنوبهم، وتوبتهم منها،)
الاعتراف نفسه وحده كان كافيا في مقابلة العمل السيء الذي فعلوه.
الشعور بالذنب والإقرار به مشاعر نفيسة لا يلقيها الله إلا في قلوب يحبها.
قلوب علمت أنه عند العليم الخبير لا جدوى من
المراوغة والتبرير وإطالة أمد التنصل والمكابرة وصناعة الأعذار الكاذبة والتفتيش في قول هنا أو مذهب هناك
قلوب شجاعة قالت نعم يارب ليس لنا عذر ولا حجة
نحن عبيد مذنبون فحسب.
أحب الله اعترافهم ونوه به ووعدهم بالتوبة والمغفرة.
الاعتراف شعور بالندم وإعلان للحزن على الفعل وانكسار لله يصبح العبد به قريبا من ربه.
(أبوء لك بذنبي)
عند كل زلة ومعصية ليكن همك الأول أن تستيقظ قيمة الاعتراف في قلبك والشعور المؤكد بالخطيئة.
لا تبحث عن مخدر لضميرك بالرخص والظروف والتغافل والتشاغل وتجاهل الأصوات التي تثور في داخلك وتأخير الاعتراف.
أعظم ما يثير مشاعر الرحمة في قلوبنا عندما يأتي الآخرون ويفصحون عن خطأ ارتكبوه في حقنا.
ولله المثل الأعلى تبارك وتعالى
أسوأ من الذنب الإنكار والجحود والأنفة والتكبر.
وسيأتي هؤلاء يوم يعترفون فيه
لكنه اعتراف متأخر جدا
(فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير)
مختارات