(فَلَوۡلَاۤ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُوا۟...)
في هذا الآية بيان لسبب مهم من أسباب الإجابة
وهو سرعة التضرع فور وقوع الهم والمصيبة والفاقة.
ودليله من وجهين
أولها مجيء (إذ) الدالة على اقتران الدعاء بمجيء البأس على الفور ولم تأت (بعد) مثلا فيقال فلولا بعد أن جاءهم بأسنا تضرعوا....
الثاني: تقديم الظرف(إذ جاءهم) للدلالة على الاختصاص بهذه الفضيلة فلو تأخر الظرف هكذا (فلولا تضرعوا إذ جاءهم بأسنا) لم يكن مانعا من الحث على الدعاء في غير هذا الوقت فصار كأن التضرع السريع هو المعتبر وغيره كعدمه.
ولا شك أن دعاءك فور نزول الضيق دليل على يقظة قلبك وتعلقك بربك في كل حال بخلاف المتأخر الذي يشغله الضيق عن ربه أو يتعلق بغيره تعالى للخروج منا هو فيه.
وهو دليل على لين القلب لأن الله تعالى قال بعدها
ولكن قست قلوبهم فدل على أن التأخر في الدعاء علامة على قسوة في القلب فإذا نزلت بك نازلة أو وقعت فيما يحزنك فأسرع بالدعاء ولا تنتظر حتى تصل إلى الأحوال أو الأماكن أو الأزمان التي يرجى فيها الإجابة بل ادع الآن ثم ادع بعد ذلك فيها
مختارات