{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُوا۟ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَیۡهِمۡ لَكَانَ خَیۡرࣰا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ}
الأدب يحتاج إلى جرعات صبر، بعض الناس يتحلى بالأدب فى الرخاء، ويتخلى عن الأدب إذا مر بطائف ضيق، والمفترض أن يكون فى هذه الحال أكثر انكساراً وأكثر أدباً،مثلاً:الأنبياء أكثر بلاءً، ومع ذلك كانوا سادة الأدب، فإبراهيم عليه السلام يعيش البلاء من كل جانب ومع ذلك لم يفقده البلاء جوهر الأدب فى قلبه.
"ٱلَّذِی خَلَقَنِی فَهُوَ یَهۡدِینِ، وَٱلَّذِی هُوَ یُطۡعِمُنِی وَیَسۡقِینِ، وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ یَشۡفِینِ،وَٱلَّذِی یُمِیتُنِی ثُمَّ یُحۡیِینِ، وَٱلَّذِیۤ أَطۡمَعُ أَن یَغۡفِرَ لِی خَطِیۤـَٔتِی یَوۡمَ ٱلدِّینِ"
فقال عليه السلام:(خلقنى،يهدين،يطعمنى،يسقين) ثم قال:"وإذا مرضتُ " ولم يقل "أمرضنى" وذلك لحفظ مقام الأدب مع الله سبحانه وتعالى.
"فالصبر وقود الأدب،فمن تأدب ظاهراً وباطناً،لم تزده البلايا إلا تحققاً"
ولما نزلت آية "إِنَّ ٱلَّذِینَ یُنَادُونَكَ مِن وَرَاۤءِ ٱلۡحُجُرَ ٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡقِلُونَ"
وقَدْ ذُكر أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ التَّمِيمِيِّ،فعنه أنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ -وَفِي رِوَايَةٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ-فَلَمْ يُجِبْهُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ حَمْدِي لَزَيْنٌ، وَإِنَّ ذَمِّي لَشَيْنٌ، فَقَالَ: " ذَاكَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ"
فلاحظ قول "أكثرهم لا يعقلون":نفى العقل عمن انتفى عنه الأدب،فالأدب يزيد العقل والعقل يقود الأدب....
الشيخ: بدر آل مرعى.
مختارات