الصفة السابعة من صفات المؤمنين حفظ العهد
إن من صفات المؤمنين التي مدح الله أهلها وأثنى عليهم: حفظ العهود والعقود، ومراعاتها والوفاء بها، وقد جاء ذلك في آيات كثيرة في القرآن الكريم، من ذلك قوله -تعالى- في موضعين من كتابه: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وقال -تعالى- آمرًا عباده بالوفاء بالعهود والعقود: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ وقال: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا وقال: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ.
وأخبر -تعالى- عن نفسه بأنه لا أحد أوفى منه -سبحانه- بالعهد فقال: وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ وتوعد -سبحانه- من ينقض العهد بوعيد شديد، وهو اللعنة وسوء الدار، فقال: وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ.
والوفاء بالعقود والعهود عام يشمل عهود الإيمان والقرآن، والعقود التي يتعاقدها الناس بينهم كعقد الحِلف، وعقد الشركة، وعقد البيع، وعقد النكاح، وعقد اليمين، وعقد الإجازة، وغير ذلك، وقد فسر السلف قوله -تعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ فقالوا: هي:
١- عهود الإيمان والقرآن.
٢- وقيل: العقود: هي العهود، وهي ما أحل الله وما حرم، وما فرض، وما حدّ في القرآن كله.
٣- وقيل: العقود: ما أحل الله وحرم، وما أخذ الله من الميثاق على من أقرّ بالإيمان بالنبي والكتاب أن يوفوا بما أخذ الله عليهم من الفرائض من الحلال والحرام.
وكل هذه الأقوال متفقة المعنى، فإذا عقد الإنسان عقدا وجب عليه أن يفي به، وأن يرعاه ويلتزم به، كما أمر الله -تعالى- بذلك، فإذا عقد يمينًا، أو أوجب على نفسه نذرًا وجب عليه أن يلتزم به، وأن يتحلل منه بكفارة. وكذلك سائر العقود من البيع، أو الإجارة، أو النكاح، أو غيرها.
وهذا هو شأن المؤمنين وهذا هو وصف المؤمنين الخلّص الذين وعدهم الله وراثة الفردوس بين أن من وصفهم رعاية العهد، وقد عقد الله -سبحانه- مع عباده المؤمنين عقدًا، وعاوضهم عن أنفسهم وأموالهم إذا بذلوها في سبيله بالجنة، وتكفّل لمن خرج في سبيله لا يخرج إلا لجهاد في سبيل الله، والتصديق برسول الله إنْ توفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى أهله نائلًا ما نال من أجر أو غنيمة.
وأخبر الله -سبحانه- أنه لا أحد أوفى منه بعهده، فقال: وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ووعد وبشّر من قام بمقتضى هذا العقد، ووفى بهذا العهد بالفوز العظيم، والنعيم المقيم، فقال: فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
وقد بيّن الله في كتابه أن من صفات علماء المؤمنين الوفاء بالعهد، وصلة الأرحام وغيرها، وأخبر أن لهم عقبى الدار وهي العاقبة والنصرة في الدنيا والآخرة، فقال -تعالى-: إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ - إلى قوله: أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ.
كما بين من صفات الأشقياء نقض العهد من بعد ميثاقه، وقطع الأرحام، وأن مصيرهم إلى خلاف ما صار إليه المؤمنون فقال -تعالى-: وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين أن من صفة المنافقين الغدر في العهد، ففي الحديث: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان وفي رواية: وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
وقد أمر الله بالوفاء بالعهد، وهو ما يعاهد الرجل عليه الناس، والعقود التي يتعامل بها، وما يلتزمه الإنسان على نفسه، وبيّن أن العهد والعقد كل منهما يسأل عنه صاحبه، فقال: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا.
وقيل: المراد بالعهد في هذه الآية: هو الإتيان بما أمر الله به، والانتهاء عما نهى الله عنه، وعلى هذا القول فما يعاهد الرجل عليه الناس، والعقود التي يتعامل بها معهم مما أمر الله بالوفاء به، قال -تعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ.
وقد أمر الله -تعالى- بالوفاء بالعهود والمواثيق، والمحافظة على الأيمان المؤكدة، ونهى عن نقض العهود، واتخاذ أيمانها دخلًا وخداعًا، وهدد وتوعد من نقض الأيمان بعد توكيدها، فقال -تعالى-: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.
ويدخل في نقض العهد نقض البيعة؛ ولهذا قيل: إن هذه الآية نزلت في بيعة النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان من أسلم بايع النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام، فقال -تعالى-: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ أي: البيعة التي بايعتم على الإسلام، ولا يحملنكم قلة المسلمين وكثرة المشركين على نقض البيعة.
وفي الحديث: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان، وإن من أعظم الغدر - إلا أن يكون الإشراك بالله - أن يبايع رجل رجلًا على بيعة الله ورسوله، ثم ينكث بيعته، فلا يخلفن أحد منكم يدًا ولا يُسْرفن أحد منكم في هذا الأمر، فيكون فصل بيني وبينه.
إن كلًا من العهد والعقد يسأل عنه صاحبه يوم القيامة، وقد أخبر الله أن شرّ ما يدب على وجه الأرض هم الذين كفروا، وبين أن من صفاتهم - وخصوصًا اليهود - نقض العهد - عكس ما كان عليه المؤمنون من حفظ العهد والوفاء به-، فالكفار كلما عاهدوا عهدا نقضوه، وكلما أكدّوه بالأيمان نكثوه، فقال -تعالى-: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ.
ولهذا قال بعض السلف إن هذه الآية نزلت في يهود بني قريظة نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأعانوا المشركين بالسلاح على قتال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -، ثم قالوا: نسينا وأخطأنا، فعاهدهم الثانية فنقضوا العهد، ومالئوا الكفار على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الخندق، وبين الله ما يفعل بناقضي العهد، حيث أمر نبيه الكريم بالتنكيل بهم بعد الظفر بهم في الحرب وأسْرهم، وذلك بأن يفعل بهم من القتل والتنكيل ما يُفرّق به جمع كل ناقض، ويخافه من وراءهم لعلهم يحذرون أن ينكثوا، ويصنع بهم مثل ذلك.
فقال -تعالى-: فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ومن خشينا خيانته نقضًا لما بيننا وبينهم من المواثيق والعهود، فالواجب علينا نبذ عهده جهرًا لا نقضه غدرًا، وذلك بأن يطرح عهدهم إليهم، فيعلمون أننا قد نقضنا عهدهم حتى يبقى علمنا وعلمهم بأننا حرب لهم وهم حرب لنا، وأنه لا عهد بيننا وبينهم على السواء، فنستوي نحن وهم في ذلك، قال الشاعر:
فاضرب وجوه الغدر للأعداء
حتى يجيبوك إلى السواء
وذلك أن الله لا يحب الخيانة حتى ولو في حق الكفار قال -تعالى- في ذلك مخاطبًا نبيه: وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ.
يا لها من صفة نبيلة وخلق رفيع، وأدب إسلامي جميل، يربي الله المؤمنين ويهذب نفوسهم، ويسمو بها إلى ذرى الكمال والرفعة، فيأمر المؤمنين بنبذ العهد إلى الكفار حتى يكون الأمر واضحًا لهم جليًّا، سُموٌّا بالمؤمنين عن الغدر والخيانة، فما أجمل الإسلام، وما أروع آدابه وتعاليمه ومثله وأخلاقه.
ولقد كان سلف هذه الأمة يمتثلون أوامر ربهم -عز وجل-، ويقفون عند حدوده، وإذا غفلوا، ثمّ ذكّروا رجعوا في الحال، ولم يتجاوزوا تعاليم الإسلام، ولذلك حصلوا على الشرف والعزة في الدنيا، والكرامة والثواب في الآخرة.
فهذا معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- كان يسير في أرض الروم وكان بينه وبينهم أمد، فأراد أن يدنوا منهم. فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاء لا غدرًا، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ومن كان بينه وبين قوم عهد فلا يَحُلّن عقده، ولا يشدّها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء قال: فبلغ ذلك معاوية فرجع، فإذا بالشيخ عمرو بن عنبسة -رضي الله عنه-.
وعن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنه انتهى إلى حصن أو مدينة فقال لأصحابه: دعوني أدعوهم، كما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوهم، فقال: إنما كنت رجلًا منكم، فهداني الله -عز وجل- للإسلام، فإن أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أبيتم فأدوا الجزية وأنتم صاغرون، وإن أبيتم نابذناكم على سواء إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ يفعل ذلك بهم ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها بعون الله، وقد ضرب الله المثل للغدر، ونقض العهد، والمكر فيه بمن تنقض غزلها من بعد قوة أنكاثا، فقال -تعالى-: وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا.
قال عبد الله بن كثير والسدّي هذه امرأة خرقاء كانت بمكة كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه.
وقال مجاهد هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده.
ولهذا قال بعده: تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أي: خديعة ومكرًا، وحذر الله عباده من اتخاذ الأيمان دخلًا - أي: خديعة ومكرًا - لئلا تزل قدم بعد ثبوتها مثل لمن كان على الاستقامة فحاد عنها وذلّ عن طريق الهدى، بسبب الأَيْمان الخائنة المشتملة على الصدّ عن سبيل الله؛ لأن الكافر إذا رأى أن المؤمن قد عاهده، ثم غدر به لم يبق له وثوق بالدين، فانصدّ بسببه عن الدخول في الإسلام، فقال -تعالى-: وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا.
ولهذا قال بعده: وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ثم نهى الله عباده، وحذرهم عن الاعتياض عن الأَيْمان بالله عرض الحياة الدنيا فإنها قليلة، ولو خيرت لابن آدم الدنيا بحذافيرها لكان ما عند الله من الجزاء والثواب خير لمن رجاه وآمن به، وحفظ عهده رجاء موعوده فقال -تعالى-: وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ.
وإن المؤمنين يرعون عهودهم ومواثيقهم ويحفظونها، ويحافظون عليها كما وصفهم ربهم بذلك في قوله -تعالى-: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ.
وليس من صفاتهم نقض العهود ونكْثها وعدم الوفاء بها، بل هذا وصف الفاسقين الكافرين، قال -تعالى- عنهم: وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وقد اختلف أهل التفسير في معنى العهد الذي وصف هؤلاء الفاسقون بنقضه، فقال بعضهم:
١- هو وصية الله إلى خلقه وأمره إياهم بما أمرهم به من طاعته، ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معصيته في كتبه، وعلى لسان رسله، ونقضهم ذلك هو تركهم العمل به.
٢- وقال آخرون: إن هذه الآية في كفار أهل الكتاب والمنافقين منهم، وعهد الله الذي نقضوه هو ما أخذه الله عليهم في التوراة من العمل بما فيها، واتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا بعث والتصديق به، وبما جاء به من عند ربهم، ونقضهم ذلك هو جحودهم به بعد معرفتهم بحقيقته وإنكارهم ذلك، وكتمانهم علم ذلك على الناس بعد إعطائهم الله من أنفسهم الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه، فأخبر -تعالى- أنهم نبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا قليلا.
٣- وقال آخرون: إن هذه الآية تعني جميع أهل الكفر والشرك والنفاق، وعهده إلى جميعهم توحيده، وأمره ونهيه بما وضع لهم من الأدلة الدالة على ربوبيته، وبما احتجّ به لرسله من المعجزات التي لا يقدر أحد من الناس غيرهم أن يأتي مثلها، ونقضهم ذلك تركهم الإقرار بما قد تبينت لهم حجته بالأدلة، وتكذيبهم الرسل والكتب مع علمهم أنها حق.
٤- وقال آخرون: هو العهد الذي أخذه على النبيين وسائر الأمم أن يؤمنون بمحمد -صلى الله عليه وسلم-.
٥- وقيل: هو العهد الذي أخذه الله على آدم وذريته، حين أخرجهم من صلب آدم الذي وصف في قوله -تعالى-: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ونقضهم ذلك تركهم الوفاء به.
قلت: ولا مانع من دخول ذلك كله في معنى الآية الكريمة.
وقد أمر الله بني إسرائيل بالدخول في الإسلام، ومتابعة محمد -صلى الله عليه وسلم- والوفاء بعهده الذي أخذه في أعناقهم من تصديق محمد -صلى الله عليه وسلم- واتباعه فيُنجز لهم ما وعدهم ويفي لهم بعهدهم من وضع آصارهم والأغلال التي كانت في أعناقهم بذنوبهم، قال -تعالى-: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ.
٦- وقيل: المراد بالعهد: عهده إلى عباده دين الإسلام، وأن يتبعوه، ووفاء الله بعهده رضاه عنهم وإدخالهم الجنة.
مختارات