سورة البقرة من الآية 219 إلى الآية 228
٢١٩- {وَالْمَيْسِرِ} القمار.
وقد ذكرناه في سورة المائدة، وذكرنا النفع به.
{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} أي: ماذا يتصدقون ويعطون؟
{قُلِ الْعَفْوَ} يعني: فضلَ المال.
يريد: أن يعطي ما فضل عن قوته وقوت عياله.
ويقال: " خذ ما عفا لك " أي: ما أتاك سهلا بلا إكراه ولا مشقة.
ومنه قوله عز وجل: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} (١) ؛ أي: اقبل من الناس عفوهم، وما تطوعوا به من أموالهم؛ ولا تستَقْص عليهم.
* * *
٢٢٠- {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ} أي تثمير أموالهم، والتنزه عن أكلها لمن وليها - خيرٌ.
{وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ} فتواكلوهم.
{فَإِخْوَانُكُمْ} فهم إخوانكم؛ حكمهم في ذلك حكم إخوانِكم من المسلمين.
{وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} أي: من كان يخالطهم على جهة الخيانة والإفساد لأموالهم، ومن كان يخالطهم على جهة التنزه والإصلاح.
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ} أي: ضَيَّقَ عليكم وشدّد.
ولكنه لم يشأ إلا التسهيل عليكم.
ومنه يقال: أعْنَتَنِي فلان في السؤال؛ إذا شدّد عليَّ وطلب عَنَتِي، وهو الإضرَار.
يقال: عَنِتت الدابة، وأعْنَتَها البيطار؛ إذا ظَلَعَت.
٢٢١- {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} أي: لا تتزوجوا الإماءَ المشركاتِ (٢).
{وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ} [أي: لا تزوِّجوا المشركين] المسلماتِ {حَتَّى يُؤْمِنُوا} (١).
* * *
٢٢٢- {وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} أي: ينقطعَ عنهن الدمُ.
يقال: طَهُرت وطَهَرت؛ إذا رأت الطُّهْر، وإن لم تغتسل بالماء.
ومن قرأ (يَطَّهَّرْنَ) أراد: يغتسلن بالماء.
والأصل: " يتطهرن ".
فأدغم التاء في الطاء.
* * *
٢٢٣- {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} كناية (٢).
وأصل الحرث: الزَّرْع.
أي: هُنَّ للولد كالأرض للزرع.
{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي: كيف شئتم (١).
{وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ} في طلب الولد.
٢٢٤- {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا} (٢) يقول: لا تجعلوا الله بالحلف به - مانعا لكم من أن تبروا وتتقوا.
ولكن إذا حلفتم على أن لا تصلوا رحما، ولا تتصدقوا، ولا تصلحوا؛ وعلى أشباه ذلك من أبواب البر -: فكفِّروا، وأتوا الذي هو خير.
٢٢٥- {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} ؛ واللغو في اليمين: ما يجري في الكلام على غير عَقْد.
ويقال: اللغو أن تحلِف على الشيء تَرَى أنه كذلك وليس كذلك.
يقول: لا يؤاخذُكم الله بهذا.
{وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} أي: بما تحلفون عليه وقلوبكم مُتَعَمِّدةٌ، وتعلمون أنكم فيه كاذبون.
* * *
٢٢٦- {يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ} يحلفون.
يقال: أَلَيْتُ من امرأتي أُولِي
إيلاء؛ إذا حلف أن لا يجامعَها.
والاسم الألِيَّة.
{فَإِنْ فَاءُوا} أي رجعوا إلى نسائهم.
٢٢٨- {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} وهي الحِيَض: (١) وهي: الأطهار أيضا (٢).
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المستحاضة: " تقعد عن الصلاة أيام أقرائها " (٥) ؛ يريد أيام حِيَضها.
{وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} يعني: الحمل (٢).
{وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ} ؛ يريد: الرجعة ما لم تنقض الحيضة الثالثة.
{وَلَهُنَّ} على الأزواج، {مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ} للأزواج.
{وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ} فِي الْحَقِّ {دَرَجَةٌ} أي: فضيلةٌ (٣).
مختارات