وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]
يقول سيد قطب:
إن لهذه اللفتة دلالتها على تمجيد العنصر الأخلاقي في ميزان الله؛وأصالة هذا العنصر في الحقيقة الإسلامية كأصالة الحقيقة المحمدية.
والناظر في هذه العقيدة،كالناظر في سيرة رسولها،يجد العنصر الأخلاقي بارزاً أصيلاً فيها،تقوم عليه أصولها التشريعية وأصولها التهذيبية على السواء.. الدعوة الكبرى في هذه العقيدة إلى الطهارة والنظافة والأمانة والصدق والعدل والرحمة والبر وحفظ العهد،ومطابقة القول للفعل، ومطابقتهما معاً للنية والضمير؛ والنهي عن الجور والظلم والخداع والغش وأكل أموال الناس بالباطل،والاعتداء على الحرمات والأعراض، وإشاعة الفاحشة بأية صورة من الصور.. والتشريعات في هذه العقيدة لحماية هذه الأسس وصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور والسلوك،وفي أعماق الضمير وفي واقع المجتمع. وفي العلاقات الفردية والجماعية والدولية على السواء.
والرسول الكريم يقول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[السنن الكبرى للبيهقي]. فيلخص رسالته في هذا الهدف النبيل. وتتوارد أحاديثه تترى في الحض على كل خلق كريم. وتقوم سيرته الشخصية مثالاً حياً وصفحة نقية،وصورة رفيعة، تستحق من الله أن يقول عنها في كتابة الخالد: { وإنك لعلى خلق عظيم }.. فيمجد بهذا الثناء نبيه صلى الله عليه وسلم كما يمجد به العنصر الأخلاقي في منهجه الذي جاء به هذا النبي الكريم،ويشد به الأرض إلى السماء،ويعلق به قلوب الراغبين إليه سبحانه وهو يدلهم على ما يحب ويرضى من الخلق القويم.
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]
مختارات