حوار بين دعاة السلبية والايجابية
حوار سجله القرآن بين دعاة السلبية ودعاة الإيجابية وهو حوار من الأهمية بمكان نحتاج إلى تأمله خاصة في هذا الزمان
الذي قرر الكثيرون فيه العيش في كهف السلبية
الحوار جاء في سورة الأعراف وتحديدا في قصة السبت حيث القرية التي {كانت حاضرة البحر إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم}
الحيتان تأتيهم يوم السبت والعمل في بوم السبت محرم وفي غير السبت لا تأتي…فتنة عظيمة فبدأ الناس يتحايلون ويخالفون
وانقسم الناس إلى فريقين فريق يعصى ويخالف وفريق لم يتورط في المخالفة وهذا الفريق الصالح انقسم إلى قسمين:
فريق صالح مصلح وفريق صالح لكنه غير مصلح وبين هذين الفريقين دار الحوار
قال الفريق السلبي للفريق المتحرك:{لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا} إنها نفس الكلمة التي دوما يرددها معسك السلبية
على مر العصور ونفس الحجة التي يستعملها…الأمر لن يفيد ولن تستطيعوا فعل شيء …فماذا كان جواب الفريق المتحرك
{قالوا معذرة إلى ربكم ولهلهم يرجعون} أي أننا نتحرك في المجتمع لأن هذه الحركة هي مراد الله منا …فنتحرك إعذارا إلى الله
وعل العصاة يرجعون لصوابهم
إن التحرك بالتعاليم أمر واجب ومطلوب أما أمر النتائج فليس للمرء شأن به فالله لن يسألنا لماذا لم تنتصروا؟ولكن سيسألنا
لماذا لم تعملوا؟ فالحركة والإيجابية مطلوبة لذاتها.
ولكن ترى ماذا كانت النتيجة؟
قال الله:{فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين كانوا ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب}[الأعراف:165]
نجى الله الفريق الصالح المصلح وأخذ الفريق الظالم فما مصير الفريق الصالح السلبي
قال البعض أن الله سكت عن ذكرهم لأنهم سكتوا وهذا لا شك فيه تشنيع بفعلهم وفريق رأى أن العذاب طالهم مع الفرق الظالم
لأن الرضا بالمنكر منكر والسكوت عنه يعطيه الضوء الأخضر ليعاود نفسه ويتكرر
ألا فليحذر كل إنسان من هذا المصير
مختارات