وهناك نمط مهم للغاية ينبغي تأمُّله والحذر منه وهو نمط الأخ على حرف..

ومعنى " على حرف " لم يعد قاصرًا فيما يبدو على تعبد الطائفة التي ذكرها الله عز وجل في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج:11].

لقد بات من الواضح أن هناك أيضًا من يعيش على حرفٍ ويكتب على حرفٍ ويبني مواقفه ومبادئه وأحكامه على هذا الحرف الكائن على شفا جُرفٍ هارٍ يُوشك أن يخرّ به ويهوي إلى أعماقٍ سحيقة..!

لقد بات من الواضح أن هناك من لا يستطيع أن يبتعِد عن حرف الهاوية الذي أَلِف التأرجح عليه وصارت نفسه تأنف المكث على الأرض الصلبة البعيدة عن ذاك الحرف!

إنه نمط تذهب به كلمةً وتأتي به أخرى!

وأهل هذا النمط يشهدون موقفًا فيرتفعون بصاحبه إلى سامقات المعالي فإن أتبعه بموقفٍ آخر لا يرضيهم كادوا أن يخسِفوا به الأرض إن استطاعوا!

أصحاب منطق معيب ونفسية متأرجحة لا تستقر على مبدأ ولا تبقى على رأى!

ما أسرع أن تُكَوِّن حُكمًا وما أعجل أن تنقضه وما أسهل أن تتبنى مُعتقدًا وما أهون أن تتركه فتظل هكذا متقلِّبٌ متأرجحٌ بين المبادئ والقيم والأهواء والظنون!

ألا تعسًا لها من حياة! تلك التي تكون دومًا على حرف..