اللحظة المقبلة بصمت....
بالأمس عدت من سفر بالسيارة
وعلى الطريق السريع المقابل ألمح سيارة قد انقلبت وأعيدت لحالها وبجوارها جثة مغطاة وسيارة مرور.
مضيت سريعا وأنا أفكر كيف تنتهي الحياة ببساطة بلا مقدمات؟
هذا الجثمان المسجى كان قبل دقائق خلف مقود سيارته
ما الذي كان يفكر فيه؟
هل كان مهموما من دراسته؟ أو من ديونه؟ أو من مشاكل عائلته؟
هل كان مسرورا؟
هل كان على موعد مع الرفاق؟
أين وصلت آخر أحلامه وأشواقه؟
هل هو غاضب من أحد؟
هل كان قلقا من شيء؟
هل يفكر في والد ووالدة أو زوجة أو ولد؟
هل يشغله فاتورة كهرباء أو صيانة سيارة؟.
هل عنده اختبار بعد شهرين
أو موعد بعد ستة أشهر
هل عنده مقابلة شخصية
هل خطر بباله أن أجله يرصده هنا
هل هذا المكان يعرفه من قبل
أم مر به لأول مرة؟
هل مر بخياله أنه بعد دقائق سيغادر كل هذا العالم
وأنه سيغلق كل الأبواب.
وأن سيقذف خلف أسوار هذه الدنيا بكل تفاصيلها
بكل أحلامها وزينتها ومشكلاتها
وأنه فجأة
لن يكون له علاقة بأي شيء
سيعذره القريب والبعيد
لن ينتظره أحد ليأتي،بشيء أو يحل مشكلة.
ما الذي كان يطيف به قبيل اللحظة الفارقة
التي انتزعته من ذلك كله إلى عالم جديد.
إيه
أيتها اللحظة المقبلة بصمت.
اين سيكون اللقاء
أيتها اللحظة
أين المكان أين الزمان
في البيت أو قارعة الطريق
في الصباح أو المساء
في الزحام أم وحدنا
وتمر السيارات من هنا وهناك ويمشي الأحياء على جنبات الطريق
ليكملوا المشوار حتى اللحظة التي تقبل بصمت.
اللهم يارب حسن الخاتمة.
مختارات