" معالم على طريق التوفيق : الخامس والعشرون : يا أهل الزكاة "
" معالم على طريق التوفيق: الخامس والعشرون: يا أهل الزكاة "
ومن معالم التوفيق للعبد إخراج زكاته قلت أو كثرت ابتغاء مرضات الله؛ فإنه لا يعلم بك إلا الله الذي يعلم السر وأخفى، فتراه يسأل من يثق بهم عن الفقراء والمساكين، ويحرص كل الحرص على إيصالها لمستحقيها " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ " [البينة: 5].
فلله الحمد، كم فرّجت الزكاة من كربة، وأزالت من هم، وسترت من عِرض، وكفكفت من دموع، وقضت من دين، ولا يوفق لمثل هذا إلا الموفقون.
إنها ثمرات زكواتكم في حياتكم الدنيا، والآخرة خير وأبقى، فترى الموفق ما أن يحل وقت زكاته، إلا وقد هيأ نفسه ورتب حاله واستعد بماله واستعان بإخوانه الصادقين الأمناء، ثم انطلقوا يخرجونها هنا وهناك، يتحرون أهلها، يسألون عنهم، يأتون إليهم في أماكنهم وبيوتهم.
" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [التوبة: 60].
عن أبي أمامة قال رضى الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع قال: «اتقوا الله ربكم، وصلُّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم» [السلسلة الصحيحة].
هكذا الجزاء:
جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
" وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ " [هود: 108].
نعم، سُعدوا في الجنة، جزاء ما قدموا وبذلوا وأسعدوا أُناسًا وأسرًا فقيرة محتاجة في حياتهم الدنيا، وبقدر ما تُسعد الآخرين تكون السعادة والطمأنينة والانشراح في قلبك، فكان الجزاء من جنس العمل.
إضاءة على الطريق:
قال صلى الله عليه وسلم: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها» [صحيح الجامع].
مختارات