" الصلاة مفتاح هداية لغير المسلمين "
" الصلاة مفتاح هداية لغير المسلمين "
إن مشهد الصلاة وما يتضمنه من خضوع وتذلل وقراءة لكتاب الله المعجز يشكل مصدر هداية لغير المسلمين، فمنهم من يسلم لأول وهلة عند رؤيته لذلك المشهد، وقد ورد في ذلك الكثير من القصص والحكايات، أذكر أمثلة منها:
1- قصة إسلام جبير بن مطعم:
كان جبير بن مطعم بن عدي رضى الله عنه من سادة قريش، فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر في فداء الأسارى من قومه، وكان إذ ذاك مشركا، فوافقه صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه صلاة المغرب، قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ " (الطور، الآيات:37،36،35) كاد قلبي أن يطير» (أخرجه البخاري ومسلم).
فتأمل معي أخي الكريم هذا المشهد الرائع الذي كان من جملة ما حمل جبير بن مطعم على الدخول في الإسلام، فهو حين دخل المسجد النبوي الشريف رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بسروة الطور، وكان جبير موصوفًا بالحلم، ونبل الرأي، والفصاحة، فأثرت تلك الآيات فيه تأثيرا بليغا، لهذا قال: كاد قلبي أن يطير، وفي رواية: فكأنما تصدع قلبي حين سمعته، وقال أيضًا: وذلك أول ما وقر الإسلام في قلبي (معالم التنزيل في التفسير).
وقيل: إنه أسلم في الحال (الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل).
2- قصة إسلام أحد الألمانيين:
رأى رجل ألماني مسلمًا ساجدًا، وكان لأول مرة يرى منظر السجود لله سبحانه وتعالى في الصلاة، فانبهر لهذا المشهد، وظل واقفًا منتظرًا حتى فرغ المسلم من صلاته، فتقدم إليه وسأله عن معنى هذه الحركات، وخاصة السجود، فبين له المسلم معنى الصلاة وبعض حكمها وآثارها، فأصيب ذلك الرجل بالذهول الممزوج بالفرحة، وأخبر المسلم بأنه كان يعاني من مرض نفسي وضيق دائم، فإذا ألصق جبهته بالأرض شعر بالراحة، ولم يكن يعرف أن هذا هو السجود الخاص بالصلاة عند المسلمين، حتى رأى هذا المسلم ساجدا، فأدرك سر الراحة التي كان يشعر بها عند وضع جبهته على الأرض، فاصطحبه ذلك المسلم إلى المركز الإسلامي في (ميونيخ) حيث قام المسؤولون هناك بشرح الإسلام له، فأعلن إسلامه (لماذا نصلي؟ لمحمد إسماعيل المقدم).
3- قصة إسلام أحد الصينين:
يقول شاب صيني: لقد أحببت الطريقة التي يعبد بها المسلمون ربهم، ويصلون بها جماعة في المسجد، ولقد لاحظت أنهم يسجدون بكل ذل وخضوع لله تبارك وتعالى، وأحسست حينئذ أن هذه هي أفضل طريقة لعبادة الله سبحانه، ومن هنا أحببت الإسلام، وقبلته لنفسي دينا، فأسلمت لله رب العالمين (لماذا نصلي؟ لمحمد إسماعيل المقدم).
4- قصة إسلام أحد الأستراليين:
يقول المهندس المعماري الأسترالي نورمن الذي أصبح يسمى أحمد عبد الله نورماني: كنت في فترة الحرب العالمية في الصحراء الغربية في ليبيا، ووجدت رجلا يسوي الرمال بيده، ثم يمسح وجهه ويديه، ثم يقف في خشوع وينصرف عن كل ما حوله، فسألت: ماذا يفعل هذا الرجل؟! فقيل لي: إنه يصلي، فسألت عن دينه الذي يسلك به هذا المسلك البسيط بلا طقوس؟ فأخبروني أنه دين الإسلام، ومن هذه اللحظة التي كنت أكثر ما أكون في حاجة إلى ما يضئ نفسي ويرح خواطري، بدأت بدراسة الأديان وفي مقدمتها الإسلام، فكانت النتيجة أني أسلمت، ودخلت في دين الإسلام (لماذا نصلي؟ لمحمد إسماعيل المقدم).
ولقد لخص أحد الأساقفة المسيحيين الأثر الذي تتركه الصلاة في نفوس الأشخاص غير المسلمين عندما يرون عناية المسلم وحرصه على أدائها، فقال: ما من أحد يتصل بالمسلمين لأول مرة إلا تأثر بمظهر دينهم... فإنك حيثما كنت، في طريق عام، أو في محطة سكة حديدية، أو في حقل، فإن من أكثر الأشياء شيوعا أن ترى الرجل منهم ليس عليه أدنى مسحة من الرأي، ولا أقل شائبة من حب الظهور، يترك عمله الذي يقوم به كائنًا ما كان، وينطلق في سكينة وتواضع لأداء صلاته في وقتها المحدد (الدعوة إلى الإسلام لسير توماس وأر نولد).
فهذه نماذج من القصص الكثيرة التي حدثت عبر التاريخ الإسلامي، والتي تبين كيف كان مشهد الصلاة هو السبب في جلب الناس إلى الدخول في الإسلام، واعتناقه بقناعة تامة، مما يدل على أن الصلاة مصدر هداية للمسلمين وغيرهم من الأمم والشعوب.
مختارات