شؤم على الخلق كلهم
شؤم على الخلق كلهم:
ليت العاصي يضر نفسه فحسب، لكنه يضر كل من حوله... الإنس والجن و الإنسان والحيوان و الشجر والحجر، ف\نبه متعدي الضرر و إن بدا في ظاهره انه لم يؤذ غيره و لم يصب أحدا بسوء.
صحح أبو هريرة هذا الفهم الخاطئ حين سمع رجلا يقول: إن الظالم لا يظلم إلا نفسه.
قال أبو هريرة: كذبت، و الذي نفسي بيده إن الحبارى [نوع من الطيور]لتموت في وكرها من ظلم الظالم.
و ليس أبو هريرة وحده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من يؤكد هذا، فهذا أنس بن مالك يقول: كاد الضب يموت في جحره هزلا من ظلم بني آدم.
و لذلك وبسبب ذنب بن آدم و إصراره على ذنب هو تعدي ضر ذنبه تتأذى الخلائق كلها فتستنصر عليه العظيم و تستعدي عليه الجليل، فتطلب من الله أن يحرمه من نعمته و يطرده من رحمته و يلعنه..
قال مجاهد في تفسير قول الله عز وجل: و يلعنهم اللاعنون:
* دواب الأرض و العقارب و الخنافس منعت القطر [المطر] بخطاياهم*
لطيفة
قال فقيه العراق ابن شبرمة: عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء، و لا يحتمون من الذنوب مخافة النار.
عجبا لك!
• تضيع منك حبة فتبكي، و تضيع منك الجنة و أنت تضحك!
• لو كنت بالمال الحرام أكسى من الكعبة، لم تخرج من الدنيا إلا أعرى من الحجر الأسود !!
• الدنيا حلم والموت يقظة، ويوم الحساب تفسير الأحلام.
• الدنيا بحر و ساحله المقبرة، و قد اقتربت مركب نفسك من الشاطئ.
• علمت كلبك أن يترك شهوته في تناول ما صاده شكرا لنعمتك و خوفا من سطوتك، وكم علمك الله ورسوله، و أنت كما أنت!!
إيقاظة نبوية
و لا شيء يوقظ العقل من سكرته، و ينبهه من نومته مثل ذكر النار، لذا عمد النبي عليه الصلاة والسلام في حالات فساد العقل، و غياب الوعي إلى ذكر هذه الكلمة [النــــار].
* ففي حالة التخلف عن صلاة الجماعة يقول عليه الصلاة والسلام: لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها،ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم.
* و في حالة لبس الرجال الذهب يقول: يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيجعلها في يده.
* و في حالة أكل أموال الناس بالباطل يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم تختصمون و إنما أنا بشر، و لعل بعضكم أن يكون اعلم بحجته من بعض فاقضي له بما اسمع منه،فأظنه صادقا، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنها قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها.
كل هذا لأنه عليه الصلاة والسلام بنا رؤوف رحيم يلفح وجوهنا بكلامه عن النار بدلا أن تلفح وجوهنا غدا السنة النار.
و العاقل من إذا وصلته رسالة الإنذار أورثته الاعتذار، فيرد على جواب التهديد بالرجوع إلى توبته بالتجديد.
أخي الغافل:
يا من باع الجنة بأبخس الثمن، إذا لم تكن لك خبرة بقيمة السلعة فاسأل جموع الصالحين فهم الخبراء المثمنون، فيا عجبا من بضاعة وهبك الله إياها هي نفسك و مالك ثم منك اشتراها، ووعدك في المقابل جنة الخلد، والسفير الذي جرى على يده عقد البيع هو النبي عليه الصلاة والسلام، فكيف بالله عليك بعتها بعد ذلك لغير الله بثمن بخس و بجزء يسير من دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة؟!
مختارات