" وقفة يسيرة للتأمل "
" وقفة يسيرة للتأمل "
أخي الحبيب... تأمل معي... وتدبر!!
الله – جل وعلا – يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستقامة، يؤمر بالاستقامة وهو من هو !! أتدري – أخي الحبيب – من هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟
إنه أعلم الخلق بالله، وأتقاهم له وأخشاهم له (قال صلى الله عليه وسلم: «إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا»رواه البخاري عن عائشة وقال: «فوالله إني أعلمهم بالله وأشدهم له خشية») وأخوفهم منه وأكثرهم رجاءً لما عنده، وأعظمهم حبًا له، هو المستقيم بل سيد المستقيمين، هو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (كما في الحديث المتفق عليه: «أتصنع هذا وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر...» الحديث، رواه البخاري ومسلم) هو أفضل من مشى على الأرض؛ بل أفضل الخلق عند الله، هو الشافع المشفع، ومع ذلك كله يؤمر بالاستقامة!! ومع ذلك تكون شديدة عليه!! ورغم ذلت تشيّبه صلى الله عليه وسلم!!.
فماذا نقول نحن المقصرون؟! المفرطون؟! المهملون؟! المضيعون؟! إلا من رحم الله... وفي زمان كزماننا زمان الفتن التي هي كقطع الليل المظلم، فتن الشهوات والشبهات، نسأل الله أن يلطف بنا، وأن يتولانا برحمته، وأن يعاملنا بما هو أهله، هو أهل الثناء والتقوى والمغفرة.
فلأهمية الاستقامة وعظم شأنها وخطورة أمرها كان الموَّفق لها محصِّلاً لأعظم كرامة، كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: «أعظم الكرامة لزوم الاستقامة» (مدارج السالكين) وهذا يوجب علينا لزوم فهمها والعمل بها؛ لنحصل على الفوز والنجاة والفلاح، وننجو من الخسران في الدنيا والآخرة، وصدق الله: " أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [الملك: 22].
مختارات