" الأدلة من السنة "
" الأدلة من السنة "
أما في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد حث عليها وأكد على ذلك؛ أمرًا مباشرًا تارة، وجوابًا للسائل لما سأله عن كلمة جامعة مانعة هي جماع الدين تارة أخرى؛ ففي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك - وفي رواية: (بعدك) قال: «قل آمنت بالله ثم استقم» (صحيح مسلم).
فهذا القول الموجز المختصر المفيد جمع أمور الدين كلها، وشرح معنى الإسلام الحقيقي؛ ما المقصود منه ! وما مفهومه !
وإذا بالجواب الواضح المنير من الذي لا ينطق عن الهوى؛ إن هو إلا وحي يوحى من صاحب جوامع الكلم؛ جواب جامع مانع؛ إنها إيمان صادق بالعقيدة، والعبادة، والمعاملة، والخلق، والسلوك الرباني النبوي الصحيح، ثم استقامة على ذلك حتى الممات.
إنها اعتقاد منهج السلف الصالح في العلم والعمل، ثم التزام به، وثبات واستقامة عليه، قال القاضي عياض - رحمه الله -: «هذا من جوامع كلامه صلى الله عليه وسلم» (شرح مسلم للنووي).
وقال النووي: «هذا أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام» (دليل الفالحين).
ويقول صلى الله عليه وسلم: «استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير – وفي رواية: (أفضل) – أعمالكم الصلاة ولا يحافظ – وفي رواية: (ولن يحافظ) - على الوضوء إلا مؤمن» (رواه أحمد وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع وفي صحيح الترغيب).
وفي رواية: «استقيموا تفلحوا» (أخرجه أحمد وإسناده صحيح كما قال الألباني في إرواء الغليل انظر: المشكاة).
وقال صلى الله عليه وسلم: «استقيموا ونِعِمَّا إن استقمتم» (صحيح الجامع) ويقول – أيضًا – فيما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سددوا وقاربوا وأبشروا، واعلموا أنه لن يُدخل الجنة أحدًا عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة ! واعلموا أن أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل» (تفق عليه بألفاظ متقاربة وانظر روايات الحديث في صحيح البخاري).
والتسديد هو: الاستقامة والإصابة. والمقاربة هي: القصد. كما سيأتي بيانه، وقال صلى الله عليه وسلم موصيًا معاذًا: «اعبد الله ولا تشرك به شيئًا، قال: يا نبي الله زدني، قال: إذا سألت فأحسن، قال: يا نبي الله زدني، قال: استقم وليحسن خلقك للناس» (نظر: صحيح الجامع والصحيحة).
فهذه الأدلة من الكتاب العزيز وصحيح السنة وما ذكرناه من بيان لأهميتها تدلنا على عظم أمر الاستقامة وخطورة التهاون بها والتسويف فيها أو إهمالها، اللهم ارزقنا الاستقامة على شرعك، والثبات على دينك حتى الممات.
مختارات