" رَمَتْنِي بدائها "
" رَمَتْنِي بدائها "
يتشدق العلمانيون العرب ويتمسحون بالإسلام ليوهموا العامة أنهم يقصدون تصحيح الأخطاء، يتكلمون عن الإسلام وكأنهم علماء ولكن تغلب عليهم عقيدة الإلحاد من ناحية والجهل بالإسلام من الناحية الأخرى؛ فيصرحون بالكفر بلا وجل ولا خجل وينكرون الرسالة المحمدية، ويتَّهمون النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يقصد بدعوته النبوية إلا ليؤسس ملكًا هاشميًا فقط، وأن الإسلامَ ليس دينًا؛ وأنه تجربة فجَّرها محمد وساهم الصحابة معه في تجسيدها لإقامة الدولة القرشية، ومن غبائهم أنهم يزعمون أنهم علماء مجتهدون فإذا بهم ذيل عقرب يلسع من الخلف؛ بل رأس حربة مسمومة يستخدمها الأعداء ضد الإسلام والمسلمين يطعنون بها في صميم الدين الإسلامي؛ لا يتورَّعون؛ بل لا يستحون من اختلاق مفتريات وأكاذيب لم يستطع أعداء ديننا الحنيف من اليهود والنصارى أو غيرهم أن يصرحوا بها كما صرح بها أذنابهم من العلمانيين العرب المرتزقة ويطبقون ما في جُعْبَتِهم من خلاعة ومجون وسفور وإباحيَّةٍ تفوق الوصف.
مدن تغصُّ شوارعُها وأسواقُها بنساء عاريات من كل حشمة وكرامة، عاريات من الشرف ومكارم الأخلاق، يزاحمْنَ الرجال في مناطق تجمعهم ورؤوسُهُنَّ وصدورهنَّ ونحورهن ونهودهن وأفخاذهن عارية من الملابس بعد أن تعرت من الحياء، وكأن لسانَ حالِهن يقول لكل عاشق: " هيت لك " يريدون أن يلصقوا بالمجتمعات الإسلامية خلاعةَ مجتمعاتهم المتفرنجة؛ ليردُّوا المسلمين عن دينهم ليكونوا مثلهم ويقلدوا معهم أساتذتهم وينهجوا نهجهم حين " بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ " [إبراهيم: 28].
يريدون أن يرموا بعيوبهم أطهرَ أمة وُجِدَتْ على وجه الأرض؛ يرموا مدينة الهجرة النبوية التي خرجت منها كتائب الجهاد لتفتح الممالك شرقًا وغربًا لنشر العلم والطهر والعفاف في جميع أنحاء الأرض، يرموا أولئك البررة الكرام بالدعارة والتحلل، وهي مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التي أُسِّسَتْ على التَّقْوَى من أَوَّلِ يوم، يرموا مجتمعًا هو أطهر مجتمع عرفه التاريخ ثم يتهموه بالإفك ويصفوه بالدعارة والإباحية، وكأنهم يقيسون حياة الأمة الزكية السامية التي كانت حياتهم وهديهم وسموُّ أخلاقهم معجزةً خارقة في الطُّهْرِ والعفاف والصدق والأمانة والإيمان والتقوى والإحسان، ذلك المجتمع النظيف المثالي الطاهر - يحاولون أن يرموهم بفجورهم وعيوبهم وحياتهم الأوروبية البهيمية المتحللة الهابطة، على طريقة المثل العربي: رَمَتْنِي بدائِها وانْسَلَّتْ.
مختارات