" صنائع التبشير والاستعمار الغربي "
" صنائع التبشير والاستعمار الغربي "
هناك بحمد الله عدد من رجال العلم والفكر الإسلامي جادُّون في مقارعة خصوم الإسلام من دعاة التنصير ومنظمات التبشير اليهودي والنصراني المتحالفة ضد الإسلام ومحاربة المسلمين، وهذا شيء جميل، ويثيبهم الله على قَدْرِ نِيَّاتهم وجهادِهم؛ فاليهود والنصارى من أهل الكتاب هم أعداء ملتنا بلا ريب؛ فهم من عهد البعثة النبوية المحمدية يكيدون للإسلام، ولا يزالون يكيدون له ويضعون العراقيل في طريقه إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ يتربَّصون بنا ويزوِّرون الحقائق، وينتحلون الشُّبَهَ، ويُجَنِّدون العملاء للكيد والمكر بالمسلمين والنيل من الإسلام؛ بهدف تحطيم المسلمين حتى يتركوا دينهم ويسيروا على نهجهم واتباع ملتهم؛ قال جل جلاله: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ " [آل عمران: 100] إذن فقد أبان الله جل جلاله لنا في كثير من آيات كتابه العزيز أن أهل الكتاب أعداء للمسلمين، وعداؤهم متأصِّلٌ ومستمرٌّ.
فإذا كان الاستعمار الغربي الذي كانت تُمِدُّه عناصر التبشير بالمخططات لإضعاف عقائد المسلمين؛ ليُحَوِّلوا فئامًا من العرب و المسلمين إلى سماسرة لهم يَدُلُّونهم على عورات أهل الإسلام ويخدمون مخططاتهم، وقد رحل الاستعمال البغيض بجيوشه عن بعض بلاد المسلمين التي قد استعمرها زمنًا طويلاً وعاث فيها الفساد - فقد ترك خلفه قطعانًا من المثقفين بثقافته الغربية من بني قومنا هم إلى البهائم أقرب شبهًا منهم إلى البشر؛ نعم؛ لقد ترك بعد رحيله جيوشًا جرَّارةً من صنائعه أوكل إليهم خلخلة العقيدة الإسلامية وتأويل الشريعة المحمدية وتحريفها وتشويهها؛ فأصبحوا أداة طَيِّعةً ونوايا، يُزَيِّفون الحقائق، ويحرفون كلام الله ويزورون التاريخ، يؤمنون تارة ويكفرون تارة، قد أوكل إليهم سادتهم المستشرقون الخلافة لتنفيذ مخططاتهم، يردد العبيد ما يشيعه السادة المرتحلون؛ بل إن السادة قد يؤجلون ويخجلون من التصريح بسب الإسلام ونبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام في حين أن الأذناب يصرِّحون بالكفر وسب الدين الإسلامي علنا بصراحة مكشوفة، إن الأتباع قد جنَّدوا أنفسهم دعاة لنشر كل قبيح لُقِّنوه فصاروا خناجر مسمومة في جسم الأمة الإسلامية؛ ليقوموا بما عهده إليهم التبشير الغربي البغيض من الدعوة إلى مذهبه، ونشر كل مذهب إلحادي هدَّام على وجه الأرض؛ فهم يهادنون كل الأديان من سماوية محرفة وأرضية وثنية شركية مستقاة من وحي إبليس، وأصبحوا حربًا ضروسًا على الإسلام وحده؛ فهم يعتقدون أن الإسلام هو العدو الذي يجب أن يُمْحَى ويَخْتَفي من الأرض؛ فيا عجبًا كيف نجحت منظَّمات التبشير الغربي في نشر خرافاتهم المبتدعة وأباطيلهم المضللة والمسلمون لا زالوا في سبات عميق؟!!.
مختارات