" الترغيب في عدم سؤال الناس "
" الترغيب في عدم سؤال الناس "
ولما رهَّب النبي صلى الله عليه وسلم من المسألة، قطع بعض الفقراء عهداً على أنفسهم ألا يسألوا الناس شيئاً، ووفوا بعهدهم حتى توفاهم الله تعالى، منهم: حكيم بن حزام الذي أبى أن يقبل الفيء من أبي بكر ثم عمر كذلك حتى توفاه الله تعالى (راجع نص الحديث في اللؤلؤ والمرجان).
بل ويرغب النبي صلى الله عليه وسلم في ترك السؤال بضمان الجنة لمن يفعل ذلك:
عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يكفل لي ألا يسأل الناس شيئا، وأتكفل له بالجنة» فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحداً شيئاً (أخرجه أبو داود).
وفي رواية النسائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من يضمن لي بواحدة، وله الجنة؟ قال: وقال كلمة، ألا يسأل الناس شيئاً» (بن الأثير، جامع الأصول، قال عبد القادر الأرناؤوط: وهو حديث صحيح).
فعدم سؤال الناس مع الحاجة يكون سبباً في ضمان دخول الجنة، وأي فوز وأي نعيم أفضل من هذا؟
روي أن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال: «ينادى يوم القيامة، أين بغضاء الله في أرضه؟! فيقوم سؤال المساجد» (الشيخ علي محفوظ، هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة) فالمساجد دور للعبادة وسؤال ما عند الله، وليس من الأدب سؤال الناس وأنت في بيت الله، فتوجه بسؤالك إلى الله، وابذل الجهد في تحصيل عيشك.
ورد أن عمر بن الخطاب سمع سائلاً يسأل بعد المغرب، فقال لرجل من قومه: عشِّ الرجل فعشاه، ثم سمعه ثانياً يسأل، فقال: ألم أقل لك: عشِّ الرجل؟ قال: عشيته، فنظر عمر فإذا تحت يده مخلاة مملوءة خبزاً، فقال: لست سائلاً ولكنك تاجر، ثم أخذ المخلاة ونثرها بين يدي إبل الصدقة، وضربه بالدرة، وقال: لا تعد ولولا أن سؤاله كان حراماً ما ضربه عمر ولا أخذ مخلاته (الشيخ علي محفوظ، هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة).
مختارات