" من لا تحل له الصدقة "
" من لا تحل له الصدقة "
وكما حرم الإسلام سؤال الناس تكثرًا أو إلحافًا فإنه حرم قبول الصدقة على الغني والقوي القادر على الكسب، ولم يجزها إلا في حالات معينة كما في الحديث الآتي :
عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة : لغاز في سبيل الله، أو العامل عليها، أو الغارم، أو لرجل اشتراها بماله، أو لرجل كان له جار مسكين، فتصدق على المسكين، فأهداها المسكين للغني» ( أخرجه مالك في الموطأ مرسلاً وأبو داود بمعناه كما قال ابن الأثير جامع الأصول قال محقق الكتاب الأرناؤوط: إسناده صحيح) .
والمراد بالعامل عليها : العامل على جمع الصدقة (الزكاة) المذكورة في أول الحديث، وهو من أهل مصارف الزكاة التي جاءت في قوله تعالى : " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ " [التوبة: 60] .
والمسألة لا تجوز كذلك لقوي قادر على الكسب، ولا لغني عنده قوت يومه .
أخرج أبو داود والنسائي عن عبيد الله بن الخيار رضى الله عنه قال : أخبرني رجلان : أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجة الوداع ، وهو يقسم الصدقة ، فسألوه منها ، فرفع فينا النظر وخفضه ، قرآنًا جلدين ، فقال : «إن شئتما أعطيتكما، ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب» (ابن الأثير جامع الأصول قال الأرناؤوط: وإسناده صحيح) .
وبهذا لا يدع الإسلام مجالاً للتسول والبطالة وسؤال الناس إنما يحرص على العمل ويعلم أبناءه المثابرة والجد والعزة والكرامة وعلو الهمة .