" الخصمـاء ورد المظـالم "
" الخصمـاء ورد المظـالم "
أخي المسلم.. أختي المسلمة: اعلموا علمني الله وإياكم أنه لا ينجو من أخطار الآخرة إلا من حاسب في الدنيا نفسه ووزن فيها بميزان الشرع أعماله وأقواله وخطواته ولحظاته، وإنما حسابه لنفسه أن يتوب عن كل معصية قبل الموت توبة نصوحًا ويتدارك ما فرط من تقصيره في فرائض الله تعالى، ويرد المظالم، ويستحل كل من تعرض له بلسانه ويده وسوء ظنه بقلبه، ويطيب قلوبهم حتى يموت ولم يبق عليه مظلمة ولا فريضة.
وأما من مات قبل رد المظالم أحاط به خصماؤه فهذا يأخذ بيده، وهذا يقبض على ناصيته، وهذا يتعلق به يقول ظلمتني وهذا يقول شتمتني وهذا يقول استهزأت بي وهذا يقول عاملتني فغششتني، وهذا يقول رأيتني محتاجًا وكنت غنيًا فما أطعمتني، فبينما أنت كذلك وقد أنشب الخصماء فيك مخالبهم، وأحكموا في تلابيبك أيديهم، وأنت مبهوت متحير من كثرتهم وقد ضعفت عن مقاومتهم ومددت عنق الرجاء إلى مولاك وسيدك لعله يخلصك من أيديهم إذا قرع سمعك نداء الجبار جل جلاله " الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " [غافر: 17] فعند ذلك ينخلع قلبك من هول الموقف.
فاحذر من التعرض لسخط الله وعقابه الأليم، واستقم على صراطه المستقيم، فمن أخلص النية واستقام على صراط الله في الدنيا خف على صراط الآخرة ونجا، ومن عدل عن الاستقامة في الدنيا وأثقل ظهره بالأوزار وعصى، تعثر في أول قدم من الصراط وتردى.
مختارات