" الصراط والمرور عليه "
" الصراط والمرور عليه "
في ختام هذا اليوم العظيم ينصب الصراط ويعطى المؤمنون أنوارهم، ويسيرون على الصراط، ويطفأ نور المنافقين ويقال لهم: ارجعوا وراءكم فالتسموا نورًا ثم يضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، ويمر العباد على الصراط مسرعين على قدر إيمانهم وأعمالهم الصالحة.
قال الله تعالى: " وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا " [مريم: 71] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «.. ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون اللهم سلم سلم» قيل يا رسول الله ! وما الجسر قال: «دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك، تكون بنجد، فيها شويكة يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون، كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم..» قال أبو سعيد رضي الله عنه: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف (رواه مسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «.. وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالاً فيمر أولكم كالبرق» قال: قلت: بأبي أنتَ وأمي ! أي شيء كمر البرق؟ قال: «ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وأشد الرجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب ! سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا، قال: وفي حافتي الصراط، كلاليب معلقة، مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج ومكدوس في النار» والذي نفس أبي هريرة بيده ! إن قعر جهنم لسبعون خريفًا (رواه مسلم).
مختارات