" العثرة الثامنة عشرة "
" العثرة الثامنة عشرة "
تظن ويخطر في بالك أن بعض النساء من غفلتهن وطول سباتهن.. نسين اليوم الآخر.. والحساب والعقاب.. بل والجنة والنار.
فتصرفاتهن بلا ضابط.. وحركاتهن بلا رداع..
تناسب المسكينة.. صاحبة اللسان السليط والسفر والسفور.. ومحادثة الرجال وعاصية الزوج.. ومؤخرة الصلاة عن وقتها..نسيت: " يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ " ؟!
وتناست أنها سوف تدفن في حفرة ضيقة.. لا ماء ولا هاتف ولا كهرباء ولا شيء من وسائل الراحة.. بل روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار..
تفكرت يومًا في المقبرة وأنا انظر إلى تلك القبور المحفورة الجاهزة.. تنتظر القادم.. فإذا بمحمول ليس له قريب ولا معه صديق.. بل أتي به من المستشفى.. غريب في البلد.. وغريب في القبر..
وعندما هوت به يد عامل المقبرة داخل القبر لحظه بعض من حوله.. وذهبنا لنرى فإذا القبر ضيق عليه وبدا أن بعض أطرافه تلامس طرف القبر..
حملناه نبحث له عن قبر يزيد خمسة أو عشرة سنتيمترات عن هذا القبر.. وعندما وسدناه في القبر «الواسع».. تلك الحفرة الضيقة.. بدأنا نهيل عليه التراب.. تذكرت غربته عن وطنه.. يموت ويدفن وحيدًا..
ولكن عندما أجلت الطرف في تلك الأرض الفسيحة تأكدت أن هذه هي الغربة.. وهذا مكان الوحشة..
أختي المسلمة:
لو تذكرت المرأة التي تضع العباءة على كتفها وتبرز محاسنها أن هذه العباءة ستلف بها محمولة إلى المقبرة لتراجعت.. وأطاعت وامتثلت..
والمرأة عجوزًا أو شابة عندما تنزل في قبرها يغطى أعلى القبر بعباءتها خوفًا من انكشاف شيء من جسمها..
أختي:
وأنت ميتة غدًا لا حراك فيك.. يحرص أقاربك أن لا يرى منك شيء.. ما بالك اليوم في صحة وعافية تنادين الرجال بإغرائك.. ليرون وينظرون إليك..
أختي المسلمة:
قالوا لك.. إن المرأة تحب أن تراها أعين الرجال.. وتسمع كلمات الإعجاب.. وعبارات الثناء..
أختي قفي:
هذا فحيح الدواب وعواء الذئاب ليس لك.. هذا لساقطة من ساقطاتهم.. وفاجرة من فاجراتهم لفظها الزمن وعفى عليها الدهر..
والإعجاب والثناء البهيمي كما يقال يبث من الساقط إلى كل امرأة.. جميلة أو قبيحة.. دميمة أو متوسطة..
أختي المسلمة:
لا تهوين بوجهك في نار جهنم.. لا تفتنين بنعم الله التي منحك.. فهذه نعمة قد تتحول إلى نقمة إن عصيت الله بها..
وستسألين غدًا.. فماذا أعددت من جواب؟!
ما بعد العثرة:
عش م،،ا بدا لك سالمًـــا في ظل شاهقـة القصـــور
يسعى عليك بما اشتهيـ ـت لدى الرواح وفي البكور
فــإذا النفــوس تقعقعـت عن ضيق حشرجة الصــدور
فهنـــــاك تعلـــم موقنًــــا مـــا كنت إلا فـــي غـــــــــرور
مختارات