(إني نذرت لك.....)
يتشوف الآباء للذرية حيث تتزين بهم الحياة ويأمل الوالدان نفعهم وعونهم....
وهذه قصة مؤمنة قال المفسرون: كانت(عاقرا).
رزقها الله الحمل بعد انتظار وانقطاع....
فلما فرحت واستبشرت به نذرته كله لله...
خادما للمسجد....
خالصا محررا
لا تريد منه شيئا ولو ساعة من عمره.
لله:
يعني أنها انخلعت من نصيبها وحظها من الضيف القادم مع شدة الشوق والحاجة اليه من امرأة مسنة لا ولد لها.
هذا ما يمكنها فعله.
وهذا ما تملكه.
أن تتخلى عن حظها في الخدمة والبر ولذة القرب والسعي.....
أن تضحي بلذائذ الدنيا العاجلة فيه.
أما الهداية والقبول فإنها من الله وحده...
قصة لا تتكرر لكن يقع طرف منها...
من أمهات كثيرات.....
أم تعلم أن ابنها إذا طلب العلم انقطع له واشتغل به أكثر وقته فهو بين حضور درس ومطالعة كتاب ومذاكرة وحفظ ورحلة ثم تعليم وتدريس وتأليف ودعوة...ثم هي في كل ذلك مشفقة عليه.
لكنها لم تقل يوما دعك من العلم والطلب والدعوة.....
بل تشجعه وتدعو له وتحثه وتصبره..
وتكتم حاجتها عنه حتى لا ينقطع عن الدرس والتدريس والرحلة والسفر.....
بل ربما كتمت وجعها حتى لا تحزنه...
هي لم تنذره بلسانها لكنها نذرته بحالها وفعلها....
وأب كذلك...
يحث أولاده على حلق التحفيظ ومحاضن التربية تعلما وتعليما ودراسة وتدريسا وربما فيهم كبار يقودون السيارة..
لكنه ينزل في الزحام ليقضي لوازم البيت ولا ينشغل الأولاد عن الدرس والقرآن.....
نذر ولده لربه بلسان حاله لا بمقاله....
يتحامل على نفسه لموعده في المستشفى ليبقى الأولاد لله تعالى في حلق القرآن ومجالس العلم...
لها وله نصيب:
من وعد الله -إن شاء الله-...من اصطفاء آل عمران....
مختارات