" العثرة السادسة عشرة "
" العثرة السادسة عشرة "
تدفع بعض النساء أزواجهن إلى كرههن من سوء خلق وسلاطة لسان.. فهي تعدد مثالبه وعيوبه ونقائصه..
بل وربما عيرته بعيب خلقي فيه من عور أو عرج أو قصر..
وأحيانًا يمتد السوء لتنال منه في عامة حياته فتعيره بالفقر وقلة العلم..
فلا هي كانت الزوجة المشجعة له ولا هو سلم منها.. ولكنها الزوجة المحقرة المرذلة..
ذكر أن امرأة سليطة اللسان سيئة الخلق.. لا تدع زوجها يهدأ له بال في منزله ولا يستقر له قرار في بيته..
كلما دخل أو خرج عددت عيوبه ونقائصه ورمته بألوان السباب والشتائم..
ولما تعب من سوء صنيعها وأرهقته سلاطة لسانها.. هددها بالزواج من امرأة ثانية ينشد عندها الراحة والطمأنينة.. ولكنها أطلقت ضحكة قوية وتركت للسانها العنان..
من يريدك؟ أنت فقير مسكين؟ لو تقدمت إلي مرة أخرى لن أقبلك !!
أنت.. وأنت..
تعجب منها وهو يسأل نفسه: لو لم أكن زوجها لا يجوز لها أن تقول هذا !! يكفي أنني مسلم.. والغنى والفقر من الله.. والخلقة من الله !!
عندما تطاول همه واشتدت كربته.. وأخبر أحد أصدقائه بالأمر كاملاً.. وكان ذا علم واطلاع على المشاكل العائلية والقضايا الاجتماعية..
هون عليه الأمر.. وقال له: تأتي إليَّ بعد يومين.. وإذا به قد أحضر له عقد نكاح باسمه على امرأة مجهولة.. ذكر اسمها فقط وثنى باسم والدها وجدها دون ذكر اسم العائلة..
وقال له: اذهب وأره زوجتك.. وأخبرها أنك قد عقدت على ابنة حلال شابة.. وعدد لها من الصفات الكثير.. وأن دخولك بها سيكون قريبًا..
وإن كذبت ولم تصدق فأرها ما بيدك..
أسرع الخطى.. وطرق الباب لتستقبله كالعادة..
ما الذي أتى بك مبكرًا؟!
أخذ مكانه بهدوئه المعتاد وبروده الزائد..
وبدأ يتحدث بفرح وعلامات البشر على وجهه..
فقالت له: ما بك اليوم في فرح.. وروائح العطور تفوح من ملابسك؟!
أخبرها الخبر..
كذبته وقالت: من يريدك.. احمد الله أني صبرت عليك..
ترك لها المجال لتعدد العيوب والمثالب.. وعندما علم أنها لم تترك شيئًا إلا ذكرته.. أخرج من جيبه عقد النكاح..
وقال: خذي..
هالها الأمر.. ثم بكت كطفلة أمامه.. وعلمت منذ هذه اللحظة أنها أخطأت..
اعتذرت عن سقط الكلام وسيء الأخلاق.. ولكنها اشترطت طلاق الثانية !!
قال ببرودة أعصاب وبهدوء قاتل: أفكر !!
ما بعد العثرة:
قال يحيى بن معاذ: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثًا: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه [تنبيه الغافلين].
مختارات