إشارة مهمة في الوقف والابتداء في القرآن الكريم
أي قول منسوب لطائفة، قالوا، ويقولون، وقال، يقول، قل، إلى آخره، يستحسن إن وقفت على لفظ القول، وأردت أن تكمل المقول، فلا تبدأ من بعد لفظ القول، بل ترجع وتقول قالوا، ويقولون، قال، قيل، قل، وهكذا.
نضرب بعض الأمثلة على ذلك، وللقارئ أن يتفطن لما يشبه هذه الأمثلة:
١-وَيَقُولُونَ يَٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلْكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحْصَىٰهَا ۚ. هناك من يقف على -يَٰوَيْلَتَنَا- ثم يبدأ مكملًا يَٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلْكِتَٰبِ! وهذا خطأ لأن القول هنا قول المجرمين، وليس قول المؤمنين! والصواب أن تعود لتبدأ من عند وَيَقُولُونَ وتكمل إلى علامة الوقف أو آخر الآية حسب استطاعتك.
٢- حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ. البعض يقرأ هذه الآية فيقف على رسولًا، ثم يكمل، ولكن البعض ينقطع به النفس عند من بعده، فإذا أراد البدأ بدأ من قوله: لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا!، وهنا يكون القارئ قد نفى بعثة الرسل بعد نبي الله يوسف عليه السلام، لأن بداية الآية: وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ.
والصواب أن تعود من عند القول- قلتم- أو من عند حتى إذا هلك
كل حسب طول، وضيق نفَسِه ولك الوقف عند رسولًا، والبدأ بعدها، ولك أن تكمل إلى آخر ألآية.
٣- وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ. البعض يقف عند قول الله تعالى: - قلتم ما ندري ما الساعة- ثم يبدأ مكملًا بقوله: -إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا- وهذا خطأ لأن الظن ظنهم، فقيام الساعة عندهم مجرد ظن وتوهم، وليسوا بمستيقنين أنها جائية، ولا أنها كائنة.. والصواب أن ترجع لتأتي بالآية من أولها، أو من عند القول- قلتم- كل حسب طول وضيق نفَسِه.
٤- الحالة الوحيدة التي يمكن للقارئ أن يكمل بعد القول هي: عندما يكون القول قول أهل الإيمان، كقول الله تعالى: وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فهنا البعض ينقطع به النفس عند رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، فهناك من يعود ليكمل من عند القول: قالوا ربنا، أو من عند: إلا أن قالوا، أو من عند: وما كان قولهم، وهناك من يعود بالبدأ بالدعاء: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا...والجميع صحيح، وإن كان الأفضل أيضًا أن تعود لتأتي بالقول وتنسب الدعاء إليهم لإتمام المعنى المراد بالآية، ولك أن تدعوا بهذا الدعاء كدعاء في أي وقت تريد.
محمود الأزهري
مختارات