"أين نحن من هؤلاء في : التقوى "
" أين نحن من هؤلاء في: التقوى "
ما هي التقوى؟
* قال أبو هريرة، وسئل عن التقوى، فقال: هل أخذت طريقًا ذا شوك؟قال: نعم، قال: فكيف صنعت؟قال: إذا رأيت الشوك، عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه، قال: ذاك التقوى.
وأخذ هذا المعنى ابن المعتز، فقال:
خل الذنوب صغيرهــــا وكبيرها فهو التُقَى
واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن... صغيـــــرةً إن الجبـال من الحصـى (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
خشية الله سراج المتقين:
* عن ابن جريج قال: أخبرني من أصدقه، أن عمر بينما هو يطوف سمع امرأة تقول:
تطاول هذا الليل واسودَّ جانبه وأرقني أن لا خليـل ألا عبـه
فوالله لولا الله تخشى عواقبـه لزحزح من هذا السرير جوانبه
فقال عمر: مالك؟ قالت: أغزيت زوجي منذ أشهر، وقد اشتقت إليه، قال: أردت سوءًا؟ قالت: معاذ الله، قال: فاملكي عليك نفسك، فإنما هو البريد إليه،فبعث إليه، ثم دخل على حفصة، فقال: إني سائلك عن أمر قد أهمني، فافرجيه عني، كم تشتاق المرأة إلى زوجها؟ فخفضت رأسها واستحيت، قال: فإن الله لا يستحيي من الحق، فأشارت بيدها ثلاثة أشهر، وإلا فأربعة أشهر، فكتب عمر أن لا تحبس الجيوش فوق أربعة أِشهر (انظر تاريخ الخلفاء، للإمام السيوطي).
أقوال في التقوى:
* قال الحسن رحمه الله: ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا من الحلال مخافة الحرام.
* وروي عن ابن عمر قال: إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترةً من الحلال لا أخرقها (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
* قال عمر بن عبد العزيز: ليست التقوى قيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك، ولكن التقوى أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله، فإن كان مع ذلك عمل؛ فهو خير إلي خير، أو كما قال (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
التقوى ترك الحرام:
* قال ابن عمر رضي الله عنهما: لرد دانقٍ من حرام أفضل من مائة ألف تنفق في سبيل الله.
* وعن بعض السلف قال: ترك دانق مما يكرهه الله أحب إلي الله من خمسمائة حجة.
* قال ابن المبارك: لأن أرد درهمًا من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
التقوى هي المشي في الطاعة:
* قال الحسن رحمه الله: ما ضربت ببصري، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي، حتى انظر أعلى طاعة أو على معصية، فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
* وقال محمد بن الفضل البلخي: ما خطوت منذ أربعين سنة خطوة لغير الله عز وجل(انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
حق التقوى:
* قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: " اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ " [آل عمران: 102]: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر (أخرجه الحاكم مرفوعًا في المستدرك ووافقه الذهبي).
الوصية بالتقوى:
* كتب عمر إلي ابنه عبد الله رضي الله عنهما: أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل، فإنه من اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه ومن شكره زاده، واجعل التقوى نصب عينيك، وجلاء قلبك.
* وكتب عمر بن عبد العزيز إلي رجل: أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها، ولا يرحمك إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
* وكتب ابن السماك الواعظ إلي أخ له: أما بعد، أوصيك بتقوى الذي هو نجيك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك وخف الله بقدر قربه منك، وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه، ليس تخرج من سلطانه إلي سلطان غيره، ولا من ملكه إلي ملك غيره، فليعظم منه حذرك، وليكثر منه وجلك (الوجل: الخوف)، والسلام (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
مختارات