" منهيات أخرى "
" منهيات أخرى "
نهاني الإسلام عن أخلاق أخرى مشينة، تضر بديني ومجتمعي، فنهاني عن التباغض، والتقاطع الذي يؤدي إلى البغضاء والنفور، والتدابر، وهو أن يولي الرجل أخاه إذا لقيه ظهره إعراضاً عنه، فإن الله سبحانه يقول: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " [الحجرات: 10].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» [رواه البخاري ومسلم].
· والحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء كانت نعمة دين أو دنيا.
· ونهاني ديني عن التجسس والتسمع لكلام من يكره استماعه، وهو التجسس عن عيوب الناس ومتابعتها، يقول الله سبحانه وتعالى: " وَلَا تَجَسَّسُوا " [الحجرات: 12].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح رواه أبو داود: «إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم».
· ونهاني عن سوء الظن من غير ضرورة، فالله سبحانه يقول: " اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ " [الحجرات: 12].
· ويحرم احتقار المسلم، وهو إهانته وإسقاطه من النظر والاعتبار، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: " لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ " [الحجرات: 11] والسخرية هي الاحتقار، وقال صلى الله عليه وسلم: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» [رواه مسلم].
· كما لا تجوز الشماتة به، وهو الفرح بمصيبة نزلت به.
· ونهى عن الغش والخداع، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا» [رواه مسلم].
· كما يحرم الغدر، وهو نقض العهد، ومن كان غادراً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمه يوم القيامة، كما جاء في حديث رواه البخاري.
· ولا يجوز المن بالعطية ونحوها، فإن الله يقول: " لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى " [البقرة: 264].
· ولا الافتخار والبغي، وهو التعدي والاستطالة.
· ويحرم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام، إلا لبدعة في المهجور، أو تظاهر بفسق، أو نحو ذلك. وفي حديث رواه أبو داود بإسناد صحيح: «من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه».
· ومن أدب المجلس ألا يتناجى اثنان دون الثالث بغير إذنه، إلا لحاجة، وهو أن يتحدثا سراً بحيث لا يسمعهما، وفي معناه ما إذا تحدثا بلسان لا يفهمه.
· ولا يعذب الإنسان أو الحيوان، ولا يؤذي المرء زيادة على قدر الأدب، ويعرف القارئ حديث المرأة التي عذبت لأنها حبست هرة ولم تطعمها حتى ماتت.
وقال الصحابي الجليل هشام بن حكيم: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» [رواه مسلم].
ولمسلم أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه».
ويحرم التعذيب بالنار في كل حيوان حتى القملة ونحوها.
· ويحرم على الغني تأخير حق طلبه منه صاحبه، وهو «المطل».
· كما يحرم أكل مال اليتيم، وهو أحد الموبقات السبع التي شدد الإسلام في الزجر عنها، يقول الله سبحانه وتعالى ِ " إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً " Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name: " جدول عادي " ; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent: " " ; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family: " Times New Roman " ; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} [النساء: 10].
· وكذلك الربا من أعظم المحرمات، وقد «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله» كما رواه مسلم، زاد الترمذي وغيره: «وشاهديه وكاتبه».
· وكذا الرياء، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم كما رواه الشيخان: «من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به».
ومعنى الجملة الأولى: من أظهر عمله للناس رياء فضحه الله يوم القيامة.
ومعنى الجملة الأخرى: من أظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم وليس هو كذلك، أظهر الله سريرته على رؤوس الخلائق.
· ويحرم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية، يقول سبحانه وتعالى: " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ " [النور: 30].
وكذا الخلوة بها، ففي الحديث المتفق عليه: «لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم».
· ويحرم أيضاً تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال، في لباس وحركة وغير ذلك، ففي الحديث الشريف: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء» والمخنث من يشبه خلقه النساء في حركاته وكلماته.
· كما ينهى التشبه بالكفار.
· والنهي أيضاً عن القزع، وهو حلق بعض الرأس دون بعض، والإباحة في حلقه كله للرجل دون المرأة.
· ويحرم وصل الشعر، والوشم، والوشر، وهو تحديد الأسنان...
· وينهى عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه.
· ولا يجوز التكلف، وهو فعل وقول ما لا مصلحة فيه بمشقة.
· وتحرم النياحة على الميت، ولطم الخد، وشق الجيب، ونتف الشعر وحلقه، والدعاء بالويل والثبور، وليس البكاء، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه) أو يرحم» [متفق عليه].
· ونهينا عن إتيان الكهان والمنجمين والعراف وأصحاب الرمل.
وفي الحديث الشريف: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً» [رواه مسلم].
ومثل هذه الأمور تشوش على المسلم حياته وعقيدته، فيتكل على الظنون والتخرصات، ويستسلم للهواجس والهموم، وينتظر الوعود والأكاذيب سنوات، بدل التخطيط والتفكير السليم والتوكل على الله تعالى، ولذلك نهي عنها.
· ونهينا عن الطيرة، وهو نوع من التشاؤم، وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أننا إذا رأينا ما نكره تقول: «اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك» [رواه أبو داود بإسناد صحيح].
· ويحرم تصوير الحيوان في تفصيلات ذكرها الفقهاء.
· ولا يتخذ الكلب إلا لصيد أو حراسة ماشية أو زرع.
مختارات