الكتاب والكُتّاب!
الكتاب في غاية الأهمية في كل وقت وحين، ولكن عندما يتحوّل الكُتّاب "الكبار" إلى كتابة ما يطلبه المشترون، لا ما ينفعهم حقاً في ترتيب أولويات القارئ، والدلالة على المخاطر الحقيقية التي تواجه المجتمع، خصوصاً تمييع المفاهيم الصلبة للدين مثل: حاكمية الشريعة، والجهاد في سبيل الله، والولاء والبراء، وقضية الإيمان والكفر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحينها لن يكون هؤلاء إلا أحد مصادر التوجيه نحو الفراغ، وإبعاد القُرّاء عن بيان حقيقة هذا الدين.
وعدم ذكر مخاطر العلمانية، والحركات النسوية، وغُلاة الصوفية، والتشيّع، وخطورة المناهج التكفيرية التي يُلبَّس على الناس بأنها قرآنية أو سلفية، هو أيضاً من أسباب إبعاد القُرّاء عن إدراك المخاطر التي تُحيط بالمجتمع.
وعندما لا يُكتَب عن فتح أبواب الفواحش، والتعامل البارد مع مشاكل الإلحاد والإباحية والمخدرات، وقيادة الإعلام والدراما والروايات نحو تقزيم حقيقة الدين، وجعلها مفاهيم تحتمل التناقض، ولا ترفع راية تعظيم القرآن ولا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، مع تحجيم أبواب النصح والإرشاد، وترك أولادنا حائرين أمام سيل الشهوات والشبهات، فهذا يُعد خيانة للأمانة التي قد تلزم بعضهم رفعها، ليرفعوا الحرج عن الباقين!
وعندما لا نرى مجموعة من الكتب في كيفية الخروج من هذه الأزمات، وتكوين عقل جمعي للمساهمة في مقاومة هذا التغييب المقصود، والتضحية بالقلم لإيضاح الطريق الصحيح، فلن تُرفع لهؤلاء راية، لأن الحديث عن كتاب اليوم، وطبق اليوم، وفانتازيا اليوم، والحياة اليوم، وخططك اليوم، وتنميتك اليوم، مع الحديث عن القصص والسير الذاتية وبعض الكتابات المسلية، قد يرفع من شأنهم في سوق الكتب، ولكن هل سيرفعهم في السماء؟! الله وحده يعلم، ولكن الآية تقول:
"إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ"
ملحوظة: ليس مطلوباً من الجميع أن يكتب في هذه المواضيع، لكن لا يُعقل أن يهرب الجميع أو الغالبية العظمى من أداء الواجب، وحفظ الملّة، والدفاع عن الفطرة بحجة الظروف!
ونسأل الله الستر والعافية، والقدرة على مقاومة كل دخيل، وبيان كل أصيل.
مختارات