" في أدب الكلام والإصغاء "
" في أدب الكلام والإصغاء "
أدبني الإسلام بأن أكون واضحًا في كلامي إذا تكلمت، فإذا لم يكن بينًا كررته وسهلته حتى يفهمه المخاطب، وأن أخاطب الناس على قدر عقولهم، حتى لا أتعالى عليهم ولا أنفرهم، فالمطلوب أن أتحبب إلهم بالكلام السهل الطيب حتى أحبب إليهم دين الله.
وقد وصفت عائشة رضي الله عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم بأن كلامه «كان فصلًا يفهمه كل من يسمعه» كما رواه أبو داود، ومعنى فصلًا: بينًا ظاهرًا.
كما أدبني الإسلام بأن أصغي إلى جليسي ما لم يكن حديثه لغوًا أو حرامًا، وأن أنصت إليه في أدب جم وتواضع ظاهر، وإن كنت قد سمعته من قبل، فإنه أدعى للمحبة والوئام.
" الاقتصاد في الوعظ "
علمني الإسلام أن أكون مقتصدًا في كلامي مع المدعوين لئلا أملهم، فإن الخير في الكلام القليل الواضح البليغ، إلى ناسٍ أعرف فيهم حب الاستماع إلى الحديث، ووقت نشاطهم ورغبتهم في ذلك، فإن الكلام عندئذٍ يأخذ مجراه ويلامس وعاءً مهيأً له، فإذا أكثرت انصرف قلبه عني قبل ميلان وجهه، وحاشا أن أكون سببًا في الانصراف عن دين الله أو التنفير منه.
مختارات