" ارتدت بعد إسلامها "
" ارتدت بعد إسلامها "
قابلتني صديقتي " أم نور " وهي أخت أمريكية مسلمة على برنامج المحادثة، وطلبت مني الانضمام إلى فريق يعمل على مشروع للدعوة الإسلامية، ويشرف عليه أحد الإخوة الأفاضل... فقبلت على الفور، وذلك على أن أسأل عن تفاصيل المشروع فيما بعد...
وفي أول لقاء مع المشرف على المشروع في غرفة المحادثة وجهت له بعض الأسئلة التقليدية مثل: ما اسمك؟ وماذا تعمل؟ وأين تعمل؟ ومن أي بلد أنت؟! رد عليَّ قائلا: رويدك.. رويدك.. أما عن اسمي فأُدعى كمال، وأعمل كمهندس كمبيوتر في شركة في إحدى الدول العربية، وأنا مصري الجنسية.. هذا كل ما أستطيع إخبارك به الآن !! ثم أردف قائلا... لم أكن لأقبلك معي كعضوة في المشروع لو لم تثن عليك صديقتك أم نور، وتخبرني عن مدى حماسك للدعوة، وأنك قد ساعدتها سابقًا في إرسال الكتب والمطبوعات إليها؛ لتقوم هي بدورها بتوزيعها على المسلمين الجدد، وغير المسلمين في أمريكا.
قلت له: إذن أنت تعرف عني أكثر مما أعرف عنك... ولكن منذ متى وأنت تعرف الأخت أم نور؟!
أجاب: منذ مدة ليست بقصيرة تقريبا منذ ثلاث سنوات.. حينما افتتحت غرفة للمحادثة بعنوان تعلم اللغة العربية، والقرآن الكريم للمسلمين الجدد.. وكان يأتي إلى هذه الغرفة عدد ليس بقليل من الأشخاص للسؤال عن الإسلام، وزاد العدد بعد الأحداث... فأسلم ولله الحمد والمنة في هذه الغرفة ما يربو على خمسين رجلًا وامرأة، وإذا كان الملاحظ أن السواد الأعظم هم النساء.
قلت له: بارك الله فيك، ولكن هل لك أن تحدثني عن بداياتك في الدعوة إلى الله عن طريق الإنترنت.
أجاب: كانت أول بداية لي مع برنامج محادثة قديم، وكنت أدخل فيها للترويح عن نفسي... ولكن مع مرور الوقت اكتشفت أن هناك مجموعة كبيرة ممن يدخلون غرف المحادثة لديهم فراغ روحي، وكثيرًا ما كانوا يسألون عن الديانات الأخرى... فقلت في نفسي: لم لا أجرب الدعوة إلى الله في هذه الغرف خصوصًا وأن هناك عدم اهتمام من قبل المسلمين لاستغلال هذه الوسيلة في الدعوة. وبالفعل بدأت أدعو كل من كان يسأل عن الإسلام، وكان المصحف أمامي دائمًا للرد عليهم ومحاجتهم.. واكتشفت في ذلك الحين أنني بحاجة إلى المزيد من القراءة والاطلاع في القرآن، وكتب الفقه، والتوحيد، وكتب النصارى للرد على شبهاتهم، ودحض حججهم...
كانت أسئلتهم تقريبًا متشابهة إلى حد ما... وأدلتهم التي يستقونها من كتابهم كنت أرد عليها بالنقيض من كتاب الله... كنت دائما ما أبدأ في النقاش، حيث أقوم غالبا وبتوفيق من الله بمعرفة الشخص كونه مسلما أو غير مسلم من اسمه... ثم افتتح عليه الموضوع فتبدأ المناظرة ويقوم بالاستدلال بكتبهم، وأقوم أنا بالرد عليه من كتاب الله، أو من كتبهم المتناقضة والمحرفة... حتى يفتح الله على قلبه أو قلبها.. وغالبًا ما كنت أوفق في ذلك، ولله الحمد.
أصبحت الآن على معرفة ممتازة بالعقلية الأمريكية وكيف تفكر وأستطيع - بفضل من الله - أن أسوق لهم الحجج والبراهين حتى يهديهم الله إلى الطريق المستقيم.
وخلال هذه الفترة تعرفت على أخوات فاضلات كن عونًا لي في الدعوة الإسلامية.. فأذكر مرة أن امرأة من أستراليا مَنَّ الله عليها بالإسلام عن طريق الغرفة التي افتتحتها، وكان لديها ابنة ذات أحد عشر ربيعًا حباها الله بذكاء شديد جدًّا -ما شاء الله- ولم تكن مقتنعة بالإسلام.. فاحترت معها كيف يمكن لي أن أقنعها بالإسلام.. فسخَّر الله لي فكرة وهي أن أستثمر موهبة تحبها جدًّا وهي الصحافة للبحث عن الحقيقة.. فطلبت منها عمل تقرير مفصل عن الإسلام... فقامت بعمل تقرير رائع، ولكن مع كل ذلك لم تُسلم... أسأل الله لها الهداية.
أما بالنسبة للمسلمين الجدد... فهم كثيرًا ما يواجهون أسئلة تحيرهم عند دخولهم للإسلام... مثل: لماذا هناك شيعة وسنة؟ وما الفرق بينهم؟ وما هي فرقة الأحباش؟ وما هو مذهب الإخوان والصوفية؟ وغيرها من الأسئلة التي تجعلهم في دوامة.. فآخذ بأيديهم لبيان الطريق الصحيح، وأبين لهم مواقع الإنترنت النافعة من غيرها ممن تدس السم في العسل...
ولا زلت أذكر هذه القصة التي كانت لها الأثر الكبير في شد همتي للدعوة إلى الله... وهي قصة إسلام أول امرأة على يدي ثم ارتدادها عن الإسلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله...
يقول: قابلتها في غرفة المحادثة كانت أمريكية كاثوليكية من ولاية كنتاكي، ولديها اهتمام نوعًا ما بالإسلام.. فأردت أن أصقل هذا الاهتمام، وبدأت أقرأ عليها نصوص من القرآن على أن الله ليس له ولد، وأن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن الدين الإسلامي هو آخر الديانات التي يجب على البشر أجمع أن يعتنقوه...
وبعد عدة محاولات كتب الله لهذه المرأة أن تدخل في الدين الإسلامي، وكنت أشد فرحًا منها بإسلامها.. وبدأت المرحلة الحرجة من إسلامها فزوجها غير مسلم وحاد الطباع، وكان دومًا ما يضربها... فطلبت منها ألا تعاشر زوجها؛ لأنه غير مسلم، فقامت بطلب الطلاق منه... وفعلًا طلقها، ولكن بعد أن خسرت بيتها وأرضها؛ لأن زوجها قام بأخذ البيت والأرض منها... فاهتزت هزة عنيفة لما أصابها.. واضطرت إلى أن تترك ولايتها إلى ولاية أخرى للبحث عن عمل، وسكنت مع امرأة غير مسلمة... وفي هذه الأثناء كانت تقابلني في غرفة المحادثة... وكنت أغلظ عليها في القول... حتى جاء اليوم الذي لم تتحمل فيه هذه الضغوط، وارتدت عن الإسلام.
ويردف كمال قائلًا... أما حاليًا فأنا أقوم بدعوة امرأة أمريكية تبلغ من العمر أربعين سنة تبدو شديدة التمسك بدينها، بدأت معها الدعوة من مدخل التعارض في نصوص كتبهم... واستطعت بفضل من الله إقناعها بأن الله - جل جلاله - ليس ثالث ثلاثة، وأن عيسى ليس ابن الله... وبقي الجزء الأصعب وهو تحريرها من بقية معتقداتها الكاثوليكية التي تؤمن بها حتى يدب الشك في قلبها تجاه دينها، وتدخل الإسلام بإذن الله عن طواعية... فأسأل الله الكريم أن يهديها لما فيه صلاحها.. آمين.
مختارات