" وأسلم جايسون "
" وأسلم جايسون "
" يا سبحان الله، ما أصغر العالم في وجود الإنترنت " قالها وهو يحكي لنا قصته التي دفعته إلى المزيد من فعل الخير والدعوة إلى الله على الإنترنت... يقول صاحبنا: بينما كنت أبحث في الإنترنت وفي أحد محركات البحث تحديدًا لفت انتباهي ذلك الإعلان عن برنامج للمحادثة يتميز بوضوح وصوت مرتفع إلى جانب صغر حجمه... فأردت تجربة هذا البرنامج والتأكد من هذه الخاصية.. ونزلت البرنامج ثم قمت بتشغيله، وبدأت أبحث بين غرف المحادثة وأدخلها، فهذه غرفة للبنانيين، وأخرى للصينيين، وثالثة للأسبان، والعديد من الغرف منها المفيد، ومنها غير ذلك... وأصبحت أدخل على هذه الغرف فضولًا حتى أستمع للحديث الدائر ثم أخرج...
وبينما كنت كذلك؛ شد انتباهي اسم غرفة لم أرها من قبل، فقد كان عنوان الغرفة " الإسلام بلا حدود " فأردت أن أرى ما هو الحديث الدائر في هذه الغرفة؟ وما أن دخلت حتى استقبلني المشرف عن الغرفة بالسلام والتعريف بنفسه، وذكر أنه من دولة أوربية... ثم دخل شخص آخر الغرفة وقام المشرف أيضًا بتحيته بالسلام، والتعريف بنفسه... وهكذا دواليك يقوم بالفعل نفسه عندما يحضر ضيف إلى الغرفة... وجلست أتأمل فعل المشرف، وأسلوب دعوته في سبيل الله باللغة الإنجليزية... وكنت أواظب على حضور الغرفة كل يوم؛ حتى أتعلم وأقوي من أسلوبي في الدعوة باللغة الإنجليزية، وتوطدت علاقتي بعد ذلك...
وذات يوم اضطر المشرف إلى ترك الغرفة لفترة وجيزة، فأوكل لي مهمة الإشراف على الغرفة، والترحيب بكل قادم جديد... وبينما أنا كذلك إذا بشخص يدخل الغرفة فبادرته بالسلام.. فرد علي بهاي " Hi "، فقلت له: هل أنت مسلم؟ قال: لا !.. قلت: هل تعلم معنى التحية التي ألقيتها عليك، قال: لا ! قلت: هذه هي تحية المسلمين وتعني السلام والطمأنينة.. فتعجب من المعنى.. ثم استرسلت في الحديث وقلت له: هل تريد أن تعرف ما هو الإسلام؟ فقال بحماس: أرجوك عرفني على الإسلام !!
ولم يكن يحضرني ذلك الوقت تعريف شامل عن الإسلام، فتوجهت إلى موقع الإسلام www.al-islam.com والتي تشرف عليه شركة حرف.. وقمت بأخذ تعريف الإسلام من الموقع، وعرضه على الزائر وبدأ في قراءته بنهمٍ... ثم قال: لقد كنت أبحث منذ زمن عن مخرج من ديني إلى دين تسمو فيه الروح وتقترب من خالقها، ويبدو لي أن الإسلام هو دين الحق، فكيف لي أن أتعرف وبكثب عن الإسلام... فقلت له: أتريد أن أبعث لك كتبًا عن الإسلام؟ فقال: لا أريد أن أكلف عليك فأنا في دولة بعيدة جدًّا عن بلدك.. فقلت له: بالعكس سأفعل ذلك وعن طيب نفس، ومن شدة حماسي قلت: وحتى لو طلبت عيني سأبعثها لك !! فسكت الضيف مدة ثم رد قائلا: لقد أبكيتني حقًّا كيف لشخص ولأول مرة ألتقي به يعرض علي هذه الخدمات وبدون مقابل، ولدرجة أنه يمكنه أن يضحي بأعز ما يملك لمساعدة الآخرين؛ لكي يروا الطريق الصحيح، لابد أن يكون الإسلام هو الدين الحق...
اغرورقت عيناي بالدموع وعندها فقط أحسست أنني قمت بعمل عظيم فقد حركت كلماته لدي حماسًا كبيرًا لمساعدة كل من يسأل عن الإسلام.. وطلبت منه عنوانه وقمت بإرسال الكتب اللازمة وترجمة القرآن...
وبعد عدة أسابيع من هذه الحادثة التقيت به مجددًا في الغرفة، وكان شديد الشوق إلى لقائي، وزف إليَّ البشارة وقال: لقد نطقت الشهادة، واعتنقت الإسلام والحمد لله، واستلمت الكتب التي بعثتها إليَّ فألف شكر لك... وأبحث الآن عن اسم جديد بدلًا من اسم جايسون... فهلا أشرت لي يا أخي إلى اسم جميل... فقلت له: ليس هناك أفضل من اسم سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، قال: بالتأكيد... من اليوم نادني محمد !!
فهل لنا أن تستغل الإنترنت في الدعوة إلى الله؟!.
مختارات