" أخطاء في تربية الأولاد "
" أخطاء في تربية الأولاد "
هناك بعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم نمر على شيء منها بشكل سريع، من هذه الأخطاء:
1- الطرد من البيت:
قد يلجأ بعض الآباء للتخلص من أذى ولده وعدم طاعته له بأن يطرده من البيت ويتوعده بأن لا يقترب من البيت، ويقول: ما دمت أنك لا تطيعني وما دمت عاصيًا لله فاذهب إلى من تشاء، فأنا لست بأبيك، وأقول هذه الطريقة هل هي صحيحة في هذا الزمن؟
أيها الإخوة، لنقارن بين مفسدة جلوسه في البيت مع استمرار نصحه وتحذيره وبين مفسدة طرده من البيت.
إذا طرد من الذي سيؤويه؟ بالتأكيد أن الذي سيؤويه أصدقاؤه الأشرار، وهل هؤلاء الأصدقاء سيلومونه ويوبخونه على أنه عصى والديه وعصى قبل ذلك ربه حتى استحق الطرد؟
الحقيقة أنه إن لم يجد التشجيع منهم، فلن يجد منهم التقريع، وإذا كان معهم، فلا شك أن معاصيه ستزيد، قد يتعرف على المخدرات بدلاً من شربه الدخان الذي كان يضايقك، سيتعرف على السفر للخارج، سيتعرف على السرقة إذا احتاج للنقود.
أيها الإخوة: إن هذا العصر ليس كسابقه، في العصر السابق عصر الآباء والأجداد لو طرد الولد من البيت، فلن يذهب بعيدًا عن قريته لعدم توفر وسائل المواصلات، ولو وجدت وسيلة مواصلات فلن يجد من يحمله إلا بنقود ولا يملك هو هذه النقود، فيبقى في القرية وإذا وجد في القرية فسيجد من يؤنبه ويقرعه، ولا يجد من يؤويه مما يسبب له الجوع، لأنه لن يجد من يطعمه؛ فكلٌ عاجز عن نفسه ومن يعول، فكيف يعول الآخرين، ولذلك فإن طرده في هذه الحال سيجدي ويعطي نتيجة بخلاف العصر الحاضر.
وإذا عرفت هذا عرفت السبب الذي من أجله يقترح كبار السن على أولادهم أن يطردوا أولادهم من البيت إذا كانوا عاصين، لأنهم يقيسون هذا العصر على العصر السابق.
2- تدخل الآخرين في تربية الوالد لولده:
كأن يسمح الوالد بتدخل الجد في تربية الولد، نعم الجد له حقه واحترامه ولا بد أن يُربى الولد على طاعته ومحبته واحترامه وإجلاله، لكن تدخل الجد قد لا يعطي نتيجة حسنة، وذلك لأن الجد سيعطيك تجاربه وخبراته السابقة التي قد لا تناسب هذا العصر؛ مثلاً: الجد يرى أن الوسيلة الوحيدة لإصلاح الولد هي ضربه وعدم إعطائه شيئًا، وهذا خطأ.
لكن لا بد من التنبيه إلى شيء، وهو أن هذا الكلام لا يعني أن نلغي دور الجد تمامًا، لا، بل ليكن الاستفادة منه في الأشياء الصحيحة؛ كأن يربى حفيده على الكرم الذي كان موجودًا سابقًا في عهدهم أكثر من وجوده الآن، وعلى حب مساعدة الآخرين ونحو ذلك من الأخلاق التي تستفاد من الجد.
3- السفر بعيدًا عن الأولاد خصوصًا في فترة المراهقة:
وربما يكون مثلاً يذهب بسبب الانتداب من قبل العمل، أو يذهب مثلاً إلى مكة في رمضان ويترك أولاده، وربما يوكل إلى غيره مهمة التربية؛ كأن يقول للأخ الأكبر انتبه لإخوتك، وهذا خطأ من الوالد، إن وجود الوالد ليس كعدمه، وهيبته ليست كهيبة غيره، وربما في سفرك يتعرف أولادك على أنواع من المفاسد التي لا ترضاها، ولا تكتشفها أثناء وجودك القصير عندهم.
4- عدم فتح المجال للولد للترفيه والالتحاق مع شباب صالحين:
يريده دائمًا في البيت، أو دائمًا معه في السيارة، وربما ذهب به إلى زملائه الكبار، الولد لا يرتاح إلا لمن هم في سنه، وهذا ليس عيبًا فيه، ولذلك فعليك أن تختار لولدك الرفقة الصالحة التي تعين ولدك وتدله على الخير.
5- إرسال الولد للخارج بحجة الدراسة مع أنه لم يتزوج وهذا لا شك أنه خطأ؛ إذ فيه خطر على الولد، فهو إن لم ينحرف في المجتمع المفتوح التي تنتشر فيه المعاصي فسيعاني من الضغط الرهيب عليه في هذا المجتمع؛ فإذا رأى منظرًا مثيرًا للشهوة أين سيصرفها هل سيعصي الله أم يكبتها وحصول هذا، وهذا مضر به.
6- الاستهتار برأي الولد وعدم الاهتمام به، بل ربما أحيانًا قد يقول له: حتى أنت بدأت تتكلم، ويكون لك رأي، الرأي الأول والأخير لي.
نعم، يا أخي لك الرأي والاحترام، لكن عوِّد ابنك على إبداء رأيه واحترامه، ولا يلزم أن يكون رأي الابن هو الصائب، لكن على الأقل يشعر أن له أهمية.
7- أمره بالسكوت عند الرجال وهذا أحيانًا قد يكون مفيدًا إذا كان الولد صغيرًا ولا يحسن الكلام أو عندما لا يطلب منه الكلام أو لا يجد فرصة للكلام يقاطع الآخرين، لكن عندما يجد فرصة للكلام دون مقاطعة الآخرين، وبالأخذ بآداب الكلام، فلماذا يمنع من الكلام.
8- أمر الآباء أبناءهم الذكور بعدم رفع سماعة الهاتف إذا كانت الأم قريبة من الهاتف، وهذا فيه تحطيم لشخصية الابن.
9- تحقير أمه والاستهتار بها وهو يسمع:
لأنه في هذه الحالة إما أن يكرهك لأنك احتقرت أمه، وأنت في موضع قوة وأمه ظهرت في موضع ضعف، ويظهر له أنها المظلومة، أو أنه يكتسب هذه الصفة منك، فلا يحترم أمه وبالتالي، فلا يطيعها في سبيل تربيته، فتكون أنت الخاسر إذا فقدت مساعدة الأم في تربيته.
10- تعييره بأخواله؛ كأن يتندر الأب بأخوال ابنه ويتهمهم بعدم الرجولة ونحو ذلك، وهذا خطأ وينطبق عليه الكلام السابق.
11- عدم احترام أصدقائه، وإذا كلموا في الهاتف قال لهم: إن فلانًا غير موجود مع أن الابن يسمع هذا، نعم إن كانوا أصدقاء سوء، وتخبر الولد بسبب تصرفك هذا وتقنعه بهذا الأسلوب، وبالنسبة للبنت تعلم وتقنع بأن إطالة الكلام في الهاتف مع صديقاتها غير جيد، وتحذر من هذا بأسلوب حكيم كأن يقول: يا ابنتي، عندما تطيلين المكالمة ربما يكلمنا أحد، فيجد الخط مشغولاً ظن أن هناك من يغازل بهذا البيت فيؤذينا بالاتصال وهكذا.
12- استخدام الضرب مع أول زلة أو خطأ دون توجيه وإرشاد.
13- توحيد الضرب في أي خطأ، والمفترض أن يكون لكل خطأ ما يناسبه من الضرب.
14- استمرار هجره بعد أن صلحت حاله أو قدم اعتذاره.
15- ترك إيقاظه للصلاة وإهماله بحجة هجره.
16- المفاضلة بين الأولاد وذلك بالمقارنة السيئة بينهم؛ كأن يصف أحدهم بالذكاء والآخر بالغباء أو يهتم بأحدهم، ويهمل الآخرين، فهذا مثلاً يُعطى ويُداعب ويقبل ويحمل والآخر لا، أو بالإعفاء عن هفوة الولد المحبوب ومعاقبة الآخر.
17- الكذب على الطفل بحجة إسكاته من البكاء أو لترغيبه في أمر؛ كأن يقول: اسكت واذهب بك إلى مكان كذا، واشتري لك شيئا كذا، ولا يفي بذلك، فيُعَوَّد الطفل على الكذب وإخلاف الوعد.
18- الدفاع عن الولد بحضرته، كأن تدافع الأم عن ولدها عندما يلومه أبوه وتقول هو أفضل من غيره، هذا الكلام لا يصلح عندما يكون الولد يسمع.
19- المبالغة في إحسان الظن بالولد مما يؤدي إلى الغفلة عنه.
20- المبالغة في إساءة الظن بالولد مما يجعله ربما تجرأ على المعصية.
مختارات