" اللقاء في الطاعة والفرقة في المعصية "
" اللقاء في الطاعة والفرقة في المعصية "
كانت امرأة تعيش مع زوجها في أهنئ عيش وأسعده، وكانت السعادة ترفرف على هذا البيت، وقد أضفت البُنَيَّة التي رزقاها بهاء ونضارة للبيت بما يصدر منها من ضحكات وصوت جميل، فهذه ألعابها في كل زاوية قد ملأت البيت سعادة وسرورا فهي مصدر سرور وسعادة للأبوين، ومرت الأيام، والتفاهم بين الزوجين تام، ولكن !... الطمع يُذهب ما جُمع، فحب المال أخذ يدب إليهما جميعا وصار عندهما رأس مال لا بأس به، فطرحت الزوجة على زوجها فكرة استثماره في البنك من أجل أن يدر عليهما ربحا وفوائد ربوية، ففعل الزوج وعندها دخل الحرام واستبدلت الطاعة بالمعصية، فدب الخلاف بينهما، وتغيرت المعيشة من سعادة إلى شقاء، ومن طمأنينة إلى خوف، ومن استقرار إلى شقاق، ومن حب شريف إلى بغض ومقت، وصدق الله العظيم ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾.
وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾.
وفي يوم عصيب حصل خلاف حاد انتهى بالطلاق، فصاحت المرأة وبكت، وبكت البنية، وحصلت الفرقة، وانهدمت الأسرة، وندمت المرأة، لكن بعد فوات الأوان، وقالت كلمة مشهورة تكتب بماء الذهب «أذكر يوم جمعتنا الطاعة وفرقتنا المعصية».
فاعتبروا يا أولى الأبصار. وخاصة الأخوات، ليعلمن أن الطاعة تجمع الزوجين سعيدين، وأن المعصية سبب للخلاف والشقاق والنزاع، وعدم البركة في الرزق والأولاد، وقد لا يدوم زواج بُني على معصية الله من كلا الزوجين أو أحدهما.
حادثة أخرى:
كانت امرأة تعيش مع زوجها عيشة هنيئة ملؤها الحب والإخلاص، وتفانى كل واحد منهما في خدمة الآخر منقطع النظير، كانت امرأة جميلة، وكانت قاصرة طرفها على زوجها وهو كذلك، وكان يقول لها: زوجتي العزيزة لا تضعي ثيابك في غير دارك، وكان يحذرها بشدة أن تكشف شيئا من محاسنها في غير بيتها، واستمرت الحال على ذلك زمنا طويلا وقد رزق منها أولادًا، وفي يوم من الأيام، كان هذا الزوج عند أحد أصدقائه في الديوانية، وكان هناك جمع غفير من الشباب، فأخذوا يتجاذبون أطراف الحديث عن جمال النساء في الخليج، وفي مصر، وفي الشام، فقال صاحب الدار: أنا أثبت لكم أن النساء الخليجيات أحسن نساء العالم، فأتى بشريط فيديو عن حفلة زواج خليجية، وإذا بالراقصات يعرضن واحدة واحدة، وإذا بالكاميرا تقف كثيرا وتعيد وتركز على إحداهن، أتدرى من هي؟ إنها زوجة صاحبنا الذي كان يحذرها أن لا تضع ثيابها في غير بيتها، تبرم غضبا لرؤيته زوجته في أحسن زينة أمام الناس، بل سيبقى هذا الشريط وينتشر، فتمنى هذا الرجل أنه لم يخلق بعد، لما رأى من هذا العار، وانكشاف محارمه عيانا بيانا بأبهى وأجمل زينة، ينظر إليها ذئاب الناس، بل يتلذذون بمحاسنها ومفاتنها، وأماكن جمالها الساحر المثير.
بعد هذا المشهد الأليم اتجه إلى بيته، وأخرج امرأته وطلقها، وهى تصيح وتبكى على عملها وتفريطها في وصية زوجها، فانهدم بيت بسبب المعصية، وتفرقت الأسرة وخيم البؤس والشقاء على الزوجين بعد أن كانت السعادة والمحبة والابتسامة لا تفارقهما، إن عاقبة المعاصي وخيمة في الدنيا والآخرة.
مختارات