" ترقب زوال الشيء إذا قيل تم "
" ترقب زوال الشيء إذا قيل تم "
لكل شيء إذا ما تم نقصــان فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
حول هذا الموضوع، نقف عدة وقفات مع المخلوقات والأمم والشعوب والقبائل والدول، لكن العاقبة للمتقين دائما، بل هى فريضة الله وشرعه في أرضه ﴿تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *﴾وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.
الوقفة الأولى:
مع بعض من آيات الله المشاهدة: الشمس والقمر والنجوم، والسموات والأرض، هذه المخلوقات الضخمة التي نراها، عمرها طويل، لكن ما هو مصيرها؟ ما هي النهاية الحتمية لها؟ إنه الفناء، قال تعالى:﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ الآيات، وقال تعالى: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ سبحانك يا رب، حتى هذه المخلوقات تزول، ويلتقي بعضها ببعض، لكنه لقاء هدم وفناء ليس لقاء محبة ومعانقة، لقاء دمار وانهيار للكون كله يضرب بعضه بعضا، بل يصطدم بعضه ببعض، الشمس تكور، والنجوم تتساقط، والسماء تنشق، والجبال تنسف، قال تعالى:﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ﴾ إنه يوم تلتقي فيه هذه الأجرام السماوية الضخمة، تلتقي لتنتهي وتبدل ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ ما أعظمه من لقاء مخيف لهذا الكون كله، والذي تمثل الأرض التي نعيش عليها جزءا صغيرا منه، فلنعتبر لهذه الأحداث العظام والتي لا بد من وقوعها وحصولها، فسبحان من خلقها وهو يفنيها، ويبدلها بكل سهولة ويسر، إنه يستحق العبادة والخضوع، واتباع أمره واجتناب نهيه، لأنه الخالق العظيم الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فسبحانك من إله عظيم يستحق العبادة و الإخلاص، ويا سعادة من أطاعك وقام بعبادتك حق القيام، ويا شقاوة من عصاك وخالف أمرك.
الوقفة الثانية:
مع الكائنات التي في الأرض والسماوات: لابد من لقاء بعد الفناء، هل تفنى الملائكة وهم خلق في السماوات؟ كما ورد في الحديث: «أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا...» (رواه الترمذى وابن ماجه وأحمد فى المسند) الحديث.
إنه يأتي يوم لا يبقى أحد من الخلائق فينادى الرب –سبحانه وتعالى- أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أنا الجبار أين الجبارون؟ لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيجيب هو: لله الواحد القهار، فيفنى كل شيء ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
مختارات