" بعض من شجاعته صلى الله عليه وسلم مع أحبته وصحبه "
" بعض من شجاعته صلى الله عليه وسلم مع أحبته وصحبه "
الشجاعة ليست في الصحابة فقط، بل في مربيهم ومعلمهم أكبر وأكثر، فمن تحت يده تخرجوا، وتعلموا من علمه، ونهلوا من مدرسته، تعلموا الشجاعة والإقدام فمن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر:
1- يوم أحد إذ فر معظم من كان معه ولم يبق إلا نفر قليل من الصحابة، وعندها صرخ الشيطان أن محمدا قد قتل، وأقبل أبى بن خلف زعيم الكفر والشرك، وهو في أدراعه المغطية جسمه وهو يقول: لا نجوت إن نجا محمد، فأبصره صلى الله عليه وسلم وعند ترقوته ثقب صغير فضربه بالحربة حتى خر من فرسه، وهو يخور في دمه، كما يخور الثور، فقيل له خدش بسيط فقال: إن محمدا قال: أنا قاتله إن شاء الله، فمات في رابغ.
2- خبر آخر: كان الصحابة يقولون كنا نحتمي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حمى الوطيس.
3- موقف آخر: سُمع صوت مزعج، في المدينة فخرج الناس فزعين: فإذا هو صلى الله عليه وسلم عائد من ناحية الصوت على فرسه، ومعه سلاحه دون أن تسرج الفرس، وهو يقول: «لن تراعوا لن تراعوا».
4- موقف آخر: أغار عيينة بن حصن الفزاري على لقاح (يعنى إبل الصدقة) بالغابة قرب المدينة، فاستاقها وقتل راعيها، وهو رجل من عسفان، واحتملوا امرأته فجاء الصريخ ونودي: يا خيل الله اركبي، وكان أول ما نودي بها، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم مقنعا في الحديد، فكان أول من قدم عليه المقداد بن عمرو في الدرع والمغفر، فعقد له رسول الله اللواء وقال: «امض حتى تلحق بك الخيول، أنا على إثرك» واستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة ابن أم مكتوم، وأدرك سلمة بن الأكوع القوم وهو راجل، فجعل يرميهم بالنبل ويقول:
خذها وأنا ابن الأكوع اليوم يوم الرضع
حتى رد جميع اللقاح، وثلاثين بردة، قال سلمة: يا رسول الله فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت ما في أيديهم من السرح، وأخذت بأعناق القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ملكت فاسجح» (أى فارفق وأحسن. والسجاحة السهولة أى لا تأخذه بالشدة بل ارفق).
مختارات