" موقف المسلم من اختلاف العلماء "
" موقف المسلم من اختلاف العلماء "
ما موقف المسلم من اختلاف العلماء، وما الذي يختاره الإنسان عندما تتباين الأقوال وتختلف؟
الجواب: اختلاف العلماء في فروع المسائل: فروع مسائل الدين؛ هذا لا يضر، هذه أمور عادية بل من طبيعة هذا الدين أن يوجد بعض الاختلاف إما لعموم القواعد أو لإطلاقها أو لإجمالها.
ومن طبيعة البشر اختلافهم في فهمهم ومداركهم أو لوجود أسباب أخرى.
نعم، قد يكون هناك اختلاف في فروع الدين لا في أصوله وهذا أمر معلوم عند أهل الاختصاص فمثلاً:
* الصحابة اختلفوا في بعض المسائل فلم يضرهم ذلك، بل هذا الاختلاف أصَّل فيهم الاتفاق والاجتماع والتعاون والاعتصام والتآلف.
مثال ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصلين العصر أحدٌ إلا في بني قريظة» (البخاري ومسلم).
فبعضهم فهم أنه لا تصح الصلاة إلا على أرض بني قريظة وآخرون فهموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حثهم على التعجل والإسراع فصلوا الصلاة في وقتها ولم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم أحدًا.
قال أهل العلم: «الذين لم يصلوا إلا في بني قريظة هؤلاء أهل الظاهر الذين يأخذون بظواهر النصوص».
فالمقصود إذن أن خلاف أهل العلم ليس بعيب ولكن الناس أمام خلاف أهل العلم على قسمين:
القسم الأول: عامِّيٌّ: يقلد من يتبع من أهل العلم كمن يقلد الإمام أحمد بن حنبل، أو يقلد أبا حنيفة النعمان رحمهما الله تعالى.
القسم الثاني: هم أهل الاجتهاد والنظر، سواء أكان اجتهادًا مطلقًا أم اجتهادًا مقيدًا؛ فهذا القسم لا يقلد أحدًا؛ لأن لديه القدرة والتمكن من الوقوف على الدليل والاطلاع عليه؛ لذا لا ينبغي أن يكون هذا الخلاف مصدرًا للاختلاف وتفرق الكلمة بل يكون معينًا على الاجتماع والائتلاف والتعاون على البر والتقوى؛ ذلك أن مرجع هذا التأصيل كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهدي سلف الأمة، وما عدا ذلك من الخلاف الذي يسبب الاختلاف والتباغض والتدابر فليس من دين الإسلام في شيء وإنما هو من تلبيس الشيطان وتلاعبه بهذه الفئة من الناس نسأل الله السلامة والعافية كما نسأله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى وأن يجنبهم عوادي الفتنة والهوى وأن يبصرهم في دينهم وأن يوفقهم في أمور دنياهم، وما يصلحهم في معاشهم ومعادهم إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو نعم المولى ونعم النصير.
مختارات