" إذا صلحت الزوجة "
" إذا صلحت الزوجة "
في مجاهدة النفس وإصلاحها جهاد طويل وطريق شاق، لكنه في النهاية نعم المسار ونعم النهاية.. إذا صلحت الزوجة وأصلحت نفسها وقادتها إلى الخير يحصل لها أمور عدة منها :
أولا : الأجر والمثوبة قال - عز وجل- : "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"، وقال - عز وجل - : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ " .
ثانيًا : السعادة في الدنيا والآخرة : كما قال - تعالى- : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً " [النحل: 97].
ثالثًا : استقرار الزوج : وسعادة أيام الزوجين وهذا مجرب مشاهد في أوساط السعداء من الأزواج .
رابعًا : تربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة: وزيادة استقرارهم وتحصيلهم العلمي وفي صلاحهم قرة عين للزوجين .
خامسًا : تفريغ الزوج لأعماله الدنيوية والأخروية؛ فإن المشاكل والخلافات تتسبب سلبًا في قلة إنتاجية الزوج ولربما أدى ذلك إلى انحرافه إلى رفقاء السوء أو المخدرات والمسكرات للخروج كما يدعي من المشاكل .
سادسًا : قيام المرأة بحق الله -عز وجل- بصفاء نفس وراحة لأنها مطمئنة واثقة من الأجر والمثوبة، فيكون ذلك مثل المحرك لها المساعد على القيام بأعمالها .
سابعًا : خروجها لدى الأقارب والمعارف بأحسن حال فتدخل السرور على والديها ومعارفها وعلى أبنائها ومن حولها فتكون أنموذجًا للزوجة المسلمة الصالحة .
ثامنًا : كل فرد في الأسرة الصغيرة يكون منتجاً في محيطه لخلوه من الشواغل والمشاكل الذهنية.
تاسعًا : المتعة في الحياة الزوجية والأسرية، فمن متع الدنيا الاستقرار والشعور بالأمن والطمأنينة في داخل المنزل .
عاشرًا : إظهار الصالحين بمظهر الأسرة الطيبة السعيدة، وفي هذا رفع لشأنهم وتميز لهم عن غيرهم .
الحادي عشر : محبة الزوج لزوجته ولربما دعاه ذلك إلى عدم التفكير في زوجة أخرى لأنه حصل له ما يريد من الاستقرار .
الثاني عشر : المرأة الفاضلة قدوة صالحة لغيرها من المتزوجات، وتكون أيضًا داعية بحسن صنيعها إلى الاقتران بالملتزمات لما يرى الرجال من حسن الثناء على تلك المرأة الصالحة .
قال تعالى : " وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ "[الأنبياء: 90] .
قال ابن كثير -رحمه الله- : «" وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ " أي : امرأته» .
قال ابن عباس: «كانت عاقرًا لا تلد، فولدت».
وقال عطاء : «كان في لسانها طول فأصلحها الله» .
وفي رواية : كان في خلقها شيء فأصلحها الله .