في رحاب قوله تعالى.. مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ
اللَّون الأخضر
ورد في القرآن الكريم اللَّون الأخضر في آيات عدّة، قال عز وجل: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ¤ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ الرحمن: ٧٦ – ٧٨.
وفي آية أخرى:﴿ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴾ الإنسان: ٢١. وفي آية أثالثة: ﴿ أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾ الكهف: ٣١.
فماذا قال علماء النفس حول علاقة الإنسان بالألوان؟ قالوا: (إنّ تأثير اللون في الإنسان بعيد عن الغور، بل ربما يؤثِّر اللون في إقدامنا وإحجامنا، وربما أشعرنا بالبرودة، أو أشعرنا بالمسرّة، أو أشعرنا بالكآبة، فاللّون له تأثير كبير، بل ربما أثَّر اللون في شخصية الإنسان، ونظرته إلى الحياة).
يقول العلماء: (اللون الأصفر بطول موجته يبعث النشاط في الجهاز العصبيِّ، فإذا أردت أن تعلن إعلاناً صارخاً في الطرقات العامّة، فاللون الأصفر أطول أمواجاً من غيره من الألوان، ينشط الجهاز العصبيَّ، ويؤثِّر فيه أبلغ التأثير.
واللون الأرجوانيُّ يدعو إلى الاستقرار، واللون الأزرق يشعر بالاتساع، ويشعر بالبرودة، واللون الأحمر ومشتقاته يشعر بالدفء، لكنّ اللون الذي يبعث السرور داخل النفس البشرية، ويثير بواعث البهجة فيها فهو اللون الأخضر ؛ لذلك جعل الله النبات أخضر اللون، هذه المساحات الخضراء في الأرض تبعث في النفس البهجة).
لذلك اختيرت ثياب الجراحين من اللون الأخضر ؛ لأنّ المريض – وهو على وشك أن تجرى له العملية – يشعر بالبهجة وهو يرى الثوب الأخضر.
ومما يلفت النظر أنّ الله سبحانه وتعالى ذكر أهل الجنة، وذكر ما في الجنة من نعيم، وورد اللون الأخضر في هذه الآيات.
* * *
المصدر: آيات الله تعالى في الإنسان: د. محمد راتب النابلسي.
مختارات