تابع " من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام : العشق الشيطاني "
تابع " من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام: العشق الشيطاني "
وإليكم أخي الكريم... أختي الكريمة:
بعض الوسائل للوقاية من مصائد الشيطان وكيده:
1-اليقين الصادق بعداوة الشيطان للإنسان، واتخاذه عدواً: قال تعالى: " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ " [فاطر: 6].
2-الاستعاذة: وهو دواء نافع لكل نزغات الشيطان؛ قال تعالى: " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " [فصلت: 36] وقال صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته» [متفق عليه].
3- مداومة ذكر الله وقراءة القرآن: إن القرآن شفاء لما في الصدور، يُذهب ما يلقي الشيطان فيها من الوساوس والشهوات والإرادات الفاسدة.
ومن السور والآيات التي تطرد الشيطان:
*سورة البقرة: قال صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» [رواه مسلم].
*سورة الإخلاص والمعوذتين: الفلق والناس؛ فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: بينما أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته في غزوة إذ قال: «يا عقبة ! قل» فاستمعت ثم قال: «يا عقبة ! قل» فاستمعت، ثم قال: «يا عقبة ! قل» فاستمعت، فقال الثالثة، فقلت: ما أقول؟ فقال: «قل هو الله أحد» فقرأ السورة حتى ختمها؟ ثم قرأ: «قل أعوذ برب الفلق» وقرأت معه حتى ختمها، ثم قرأ: «قل أعوذ برب الناس» فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال: «ما تعَّوذ بمثلهن أحد» [حديث صحيح].
ومن الآيات آية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، جاء في الصحيحين من حديث أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه».
4- غض البصر: النظر إلى ما نهى الله عنه من العورات والنساء والصور المحرمة من أشد مداخل الشيطان؛ لذا أمر الله عباده بغض البصر؛ قال تعالى: " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ "... الآية [النور:30]، وقال صلى الله عليه وسلم: «يا علي ! لا تتبع النظرة النظرة فإنها لك الأولى، وليست لك الآخرة» [رواه أحمد وأبو داود والترمذي].
وروى مسلم والترمذي عن جرير رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة، فقال «اصرف نظرك».
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله: " والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان؛ فالنظرة تولد خطوة ثم تولد الخطوة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة تقوى فتصير عزيمة حازمة، فيقع الفعل ولابد، ما لم يمنع منه مانع، وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده ".
5- العفة والاستعفاف: فالعفة هي كف النفس عن المحارم وعما لا يجمل بالإنسان فعله، والعفة خلق إيماني رفيع، وهو زينة للرجل والمرأة في الدنيا والآخرة، يحفظان به إيمانهما ويضمنان بإذن الله استقامتهما، ويستجلبان به رضى ربهما، ويقيهما من فعل الفواحش والآثام.
كما أن العفة هي السبيل لحياة زوجية سعيدة؛ حيث يقدم عليها الزوجان بطهارة ونقاء، ولذلك فقد حث الإسلام على العفة والاستعفاف؛ فجاء ذلك النداء الرباني بقوله تعالى: " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ " [النور: 33].
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الله العفاف؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم إني أسألك الهُدى، والتقى، والعفاف، والغنى» [رواه مسلم].
ولعل من أعظم البشارات للعفيف هو حديث السبعة الذين يظلهم في ظله؛ حيث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن منهم: «... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين» [متفق عليه] ويدخل في هذه البشارة المرأة العفيفة إذا دعاها رجل ذو منصب وجمال فقالت: إني أخاف الله رب العالمين.
6- الصحبة الصالحة: ولعله من أعظم الوسائل وأنفعها؛ ذلك لأن الرفقة والصحبة لها الأثر الواضح في سلوك الفرد؛ يبين ذلك الحديث: «لرَّجلُ على دِينِ خليلِه، فلْينظُرْ أحدُكم مَن يُخالِلْ» [صحيح الجامع].
وفي زمننا هذا تظهر أهمية وضرورة مصاحبة الأخيار ممن طهرت أخلاقهم، واستقام نهجهم، وحسنت سيرتهم، يزداد المرء بمجالسهم علماً، وبمخالطتهم طهراً، وملازمتهم طمأنينة وأنساً في الدنيا (العفة، يحيى العقيلي) ؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة»[متفق عليه] وفي الآخرة: " الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ " [الزخرف: 67].
7- حجاب المرأة وسترها: على المرأة المسلمة أن تلتزم ما شرع الله من حدود وأحكام؛ حماية لها وللمجتمع من الفساد والفتنة، ومن ذلك التزامها بالحجاب الشرعي، والقرار في البيت، وعدم مخالطتها للرجال... إلى غيره من الأحكام.
8- التوبة والاستغفار: ومما يواجه به العبد كيد الشيطان أن يسارع بالتوبة والأوبة إلى إذا أغواه الشيطان، وهذا دأب عباد الله الصالحين؛ قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ " [الأعراف: 201].
9- الدعاء: إن الدعاء سلاح المؤمن ومن أهم وسائل التوفيق والصلاح للمرء وأهله وذريته طردُ الشيطان وأعوانه.
والدعاء من صفات عباد الرحمن الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز؛ فقال تعالى: " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " [الفرقان: 74].
وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم يوم الخندق: «اللهُم استُرْ عوراتنَا وآمن روعاتِنَا» [رواه الإمام أحمد].
أخي الكريم... أختي الكريمة:
إن الدنيا زائلة لا محالة، ومهما عُمِّرَ فيها الإنسان فإنه ميت ولابد؛ ثم هو صائر إلى الجنة أو النار؛ فمن اتبع هواه وشهواته في الدنيا فإن مصيره إلى جهنم وبئس المصير إذا لم يغفر الله له، ومن نهى النفس عن الهوى وألزمها طاعة ربها فإن الجنة هي المأوى؛ قال تعالى: " فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى " [النازعات: 34-41].
فما أشقى من كانت النار هي مصيره: " مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ " [إبراهيم: 16-17].
وما أسعد من كانت الجنة هي قراره: " يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [الزخرف: 68-71].
مختارات