النسمة الرابعة : الموعد الجنة (4)
4. سحاب الجنة: قال كثير بن مرة: بلغنا أن من المزيد أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول: بم تحبون أمطركم، فلا يتمنون شيئا إلا وأمطروه.
قال كثير: والله لئن أشهدني الله هذا الموقف لأطلبن أن تمطرني بالحور العين.
ونحن ندعو الله أن نرزق هذا المطر، وأن يظلنا هذا السحاب؛ لأننا نحسن الظن بالله فنحسن العمل، ومن هذه صفته فليشغل نفسه اليوم في أي نوع من المطر يتمناه.
لطيفة: أخى الحبيب.. الدار جنة عدن إن عملت بما يرضي الإله، وإن فرطت فالنار.
هما محلان ما للناس غيرهم فانظر لنفسك ماذا أنت مختار.
5. سعة عرض الجنة: قال سبحانه وتعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} [آل عمران: 1333].
وإنما ذكر العرض لأنه دائما أقصر من الطول، فإذا كان العرض هو السماوات والأرض فكيف بالطول؟!.
سمع عمير بن الحمام هذه الآية فانطلق ينشد فرحا مسرورا: بخ بخ، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: «ما الذي حملك على قولك بخ بخ؟! قال: رجاء أن اكون من أهلها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فأنت من أهلها».
تلقف هذه البشرى فعلم أنه لم يبق بينه وبين دخول الجنة عقبة سوى أن يضرب بالسيف فيدخلها، وكان فى يده تمرات، فتذكر أن ما في الجنة خير وأبقى، وأن تمر الجنة أحلى من تمر الدنيا، فألقى الدنيا من يده وقذف بها وراء ظهره، وقال: إنها لحياة طويلة حتى آكل هذه التمرات، وانطلق مسرعا.. قاتل.. قتل.. دخلها.
لطيفة: قال محمد بن الحنفية: " إن أبدانكم هذه ليس لها أثمان إلا الجنة، فلا تبيعوها ألا بها ".
6. ريح الجنة: قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام» (صحيح كما فى ص ج ص رقم 5988).
لئن كان عرض الجنة هو الذي أثار عمير بن الحمام فإن ريحها هي التي حركت أنس بن النضر، هذه الريح شمها أنس رضي الله عنه يوم أحد فانطلق يصيح فى الناس: واها لريح الجنة!! إني لأجد ريحها خلف أحد.. فهزه الشوق إلى الجنة بعد أن استنشق ريحها ولم يطق الانتظار، وأبلى بلاءً حسناً حتى استقبل بجسده العاري بضعا وثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ولم تعرفه أخته إلا ببنانه؛ ليخلد الله ذكره بعد ذلك في القرآن وينزل فيه قول الله سبحانه وتعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه} [الأحزاب: 23].
أختاه احذري: أختاه.. لن تدخلي الجنة ولن تجدي ريحها إذا كنت أحد صنفين، عناهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» (صحيح كما جاء فى ص ج ص رقم 3799).
البخيل كل البخيل: قالت أم البنين: البخيل كل البخيل من بخل عن نفسه بالجنة.
مختارات