النسمة العاشرة - حسن الحسنات - (6)
8. يجعل له مخرجا
كما جعل لأصحاب الغار الذي سد بابه صخرة فتوسلوا بأعمالهم الصالحة، فتوسل أحدهم ببره بأبويه، وتوسل أحدهم بأمانته، وتوسل أحدهم بعفته عن الفحشاء، ففرج الله عنهم وفتح لهم الغار بحسن حسناتهم.
كما جعل مخرجا لعوف بن مالك الأشجعي لما أسر المشركون ابنا له، فذهب يشكو ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكثر هو وامرأته من قول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، فقالت له امرأته: نعم ما أمرك به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنفذ الوصية، فغفل العدو عن ابنها ففر ومعه 400 شاة، وفيه نزل قول الله سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب}[الطلاق: 2-3].
وكما جعل مخرجا لأبي مسلم الخولاني سيد التابعين زاهد العصر حين جاءته امرأته يوما قائلة: ليس لنا دقيق، فقال: هل عندك شيء؟ قالت: درهم بعنا به غزلا. قال: أعطيني إياه وهاتي الجراب، فدخل السوق فأتاه سائل وألح، فأعطاه الدرهم، وملأ الجراب نشارة مع تراب، وأتى وقلبه مرعوب من امرأته، ورجع إليها ففتحت الجراب فإذا هو دقيق!! فعجنت وخبزت، فلما جاء ليلا وضعت الخبز، فقال: من أين هذا؟! قالت: من الدقيق فأجهش في البكاء.
لطيفة: جاء رجل إلى شيخ الاسلام أبي الحسن بنان الحمال وكان له على آخر دين مائة دينار، فطلب الرجل الوثيقه فلم يجدها، فجاء إلى بنان ليدعو له، فقال: أنا رجل كبرت وأحب الحلوى، فاشتر من دار فلان رطل حلوى حتى أدعو لك، ففعل الرجل وجاء فقال بنان: افتح ورقة الحلوى، ففتح فإذا هي الوثيقة، فقال بنان: خذها وأطعم الحلوى صبيانك!!.
9. بركات من السماء والأرض: لقوله سبحانه وتعالى:{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} [الأعراف: 96].
ذكر الإمام أحمد في مسنده: وجدت في خزائن بعض بني أمية حنطة، الحبة بقدر نواة التمر، وهي في صرة مكتوب عليها: " كان هذا ينبت في زمان العدل ".
ومن أروع أزمنة العدل ما كان في زمان الخليفة الراشد مجدد الإسلام في القرن الأول الهجري عمر بن عبد العزيز.
قال موسى بن أعين: كنا نرعى الشاة في خلافة عمر بن عبد العزيز وكانت الوحوش والذئاب ترعى في مكان واحد، فبتنا ليلة إذ عرض الذئب لشاة فقلنا: ما نرى الرجل الصالح إلا هلك، قال الراوي: فحدثني هو وغيره أنهم حسبوا فوجدوه قد هلك في ذلك اليوم.
مختارات