" ما ينبغي أن يتحلى به الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر "
" ما ينبغي أن يتحلى به الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر "
أولاً: العلم:
يجب على الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، أن يكون عالمًا بالشيء الذي يأمر به، وينهى عنه.
هذه الصفة لابد أن توجد قبل البدء في الأمر والنهي، يكون عالمًا بما يأمر به من معروف، وينهى به عن منكر.
ولا يعني هذا أنه لا يأمر إلا العلماء، أو طلبة العلم، المهم النهي عن المنكر باعتبار أنه منكر، أو الأمر بالمعروف على اعتبار أنه معروف، حتى نكون على بصيرة، ونكون ممن قال الله تعالى فيهم: " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ " [يوسف: 108]. أي على علم، وعلى هدى.
ومعلوم أن الغرض من هذا الأمر أن ينقذ الجاهل من جهله إلى العلم، والعاصي من عصيانه إلى الطاعة، وهذا لا يتم إلا بعلم.
وهذا العلم يجب أن يكون مستمدًا من كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: الحلم:
يجب على الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، أن يكون حليمًا، حتى لا يثور ويغضب عندما يُجابه بشيء لا يرضيه أو لم يتوقعه. فيفسد أكثر مما يصلح، وحتى لا يتأثر فيصبح الموضوع انتقامًا للنفس وتشفيًا، بل إنكارًا لما يغضب الله سبحانه وتعالى، ورغبة في تصحيح الأوضاع.
فلابد للداعية إلى الله أن يروِّض نفسه من قبل، يروِّضها على أن تكون حليمة ولو لطمت في أحد خديها لذات الله لأعطت الخد الثاني إذا علمت أنها لله وفي سبيل الله. فلابد أن يتحمل وأن يصبر وليعلم أن هذا العمل لله – جل وعلا -.
ثالثا: الصبر:
الصبر على ما يناله، ولهذا وصفت هذه الأمة بالصبر، ودعيت إليه، وأول ما أمر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بإبلاغ الرسالة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في قول الله تعالى: " يأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ " [المدثر: 1-7].
يأمر الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، " قُمْ فَأَنْذِرْ " ثم يأمره سبحانه وتعالى، بالصبر على ذلك. لأنه يعلم سبحانه أنه سيواجه بالابتلاء والامتحان.
ولذا يقول العلماء: إن الصبر ورد في القرآن في أكثر من تسعين موضعًا (تتبعتها في المعجم المفهرس فوجدتها وردت 103 مرة).
والله قال لنبيه عليه الصلاة والسلام: " فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ " [الأحقاف: 35].
فلابد للآمر بالمعروف، أو الناهي عن المنكر، أن يروِّض نفسه على الحلم، وعلى الصبر ولو أصيب في ذات الله.
وللصبر منزلة عالية كبيرة، لا ينالها إلا من وفق لها من الله سبحانه وتعالى، ولهذا جعل الله ثوابه بغير حساب، فقال تعالى: " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " [الزمر: 10].
مختارات