" آداب السلام "
" آداب السلام "
1- إذا لاقى الصاحب صاحبه اكتفى المصافحة – مع السلام – ويترك المعانقة إلا عند القدوم من السفر، فإن معانقته مستحبة لما ثبت عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – من قوله: «كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا» (رواه الطبراني في الأوسط، وقال الهيثمي في المجمع: رجاله رجال الصحيح).
2- المشروع في السلام الكامل هو قول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لحديث عمران بن حصين – رضي الله عنه – قال: جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: السلام عليكم. فردَّ عليه، ثم جلس فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – " عشر " ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فرَدَّ عليه، فجلس. فقال: " عشرون " ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرد عليه. فجلس، فقال " ثلاثون " (أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي بسند قوي ).
3- لا يشرع السلام بلفظ: " السلام على من اتبع الهدى " إذا كان المُسلَّم عليه مسلماً، بل هو خاص بغير المسلمين، ففي كتاب النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى هرقل، «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى».
والحكمة من ابتداء هؤلاء بهذه الصيغة – والله أعلم – استمالة قلوبهم، وإشعارهم بالأمان بشرطه، وهو الاهتداء، وهذا منتفٍ فى حق المؤمن، فإنه من المهتدين قطعاً، فلم يجز إلقاء هذا اللفظ المحتمل عليه.
4- يكره السلام بلفظ " عليك السلام " لما روي عن أبى تميمة الهجيمي عن رجل من قومه – هو كما في الروايات الأخرى: أبو جُرَى الهجيمي – قال: طلبت النبي – صلى الله عليه وسلم – فلم أقدر عليه، فجلست، فإذا نفر هو فيهم ولا أعرفه، وهو يصلح بينهم فلما فرغ قام معه بعضهم فقالوا: يا رسول الله، عليك السلام يا رسول الله، عليك السلام يا رسول الله، قال: «إن عليك السلام تحية الموتى، إن عليك السلام تحية الموتى إن عليك السلام تحية الموتى» ثم أقبــل عليَ فقال: «إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل: السلام عليكم ورحمة الله» ثم ردَّ على النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «وعليك ورحمة الله، وعليك ورحمة الله، وعليك ورحمة الله» (رواه الترمذي وأبو داود وأحمد وغيرهم، واللفظ للترمذي).
5- يجوز القيام عند السلام للتهنئة أو التعزية، والقيام لإعانة العاجز، وقيام الابن لأبيه والزوجة لزوجها والعكس، وكذا القيام للقادم من سفر، وكذا قيام الشخص من مجلسه لاستقبال إنسان قادم عليه، وذلك للأدلة الــواردة في ذلك مما لا يتسع المجال لذكره.
ولا يجوز أن يقوم شخص أو أكثر على شخص آخر جالس كما هو حال الملوك والجبابرة، ويستشنى من ذلك إذا كان القيام لفائدة كقيام معقل بن يسار يرفع غصناً من شجرة عن رأس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقت البيعة (رواه مسلم)، وأما القيام عند رؤية الرجل، كأن يكون الناس في مجلس فيدخل واحد فيقوموا له ويسلموا عليه فالراجح فيها التحريم لما روي عن معاوية أنه دخل بيتاً فيها ابن عامر وابن الزبير فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال معاوية – رضي الله عنه -: اجلس، فإني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «من سره أن يتمثل له العباد قياماً فليتبوأ مقعده من النار» (رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم).
6- لا يكتفى بالسلام بالإشارة من غير أن تقرن الإشارة بلفظ السلام لحديث جابر – رضي الله عنه -: «لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة» (رواه النسائي، وإسناده جيِّد)، وهذا خاص بمن قدر على اللفظ حساً وشرعاً وإلا فهي مشروعة لمن يكون فى شغل يمنعه من التلفظ بجواب السلام كالمصلي والبعيد والأخرس، وكذا السلام على الأصم.
7- الحرص على إفشاء السلام، وعدم البخل به لحديث: «أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم»(رواه مسلم) وقد أمرنا بإفشاء السلام ليفشو الخير، وتتآلف القلوب، وتتحد الصفوف.
8- لا ينبغي ترك السلام على الصبيان لما رُوي عن أنس – رضي الله عنه – أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يفعله (متفق عليه) وهذا من خلقه – صلى الله عليه وسلم – العظيم، وأدبه الشريف، وفيه تدريب الصبيان على تعلم السنن، ورياضة لهم بآداب الشريعة، ليبلغوا متأدبين بآدابها (الإعلام ببعض أحكام السلام " لـ: عبد السلام العبد الكريم).
9- لا ينبغي ترك السلام عند الإنصراف من المجلس لحديث: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم. فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام والقوم جلوس: فليسلِّم، فليست الأولى بأحق من الآخرة» (رواه أحمد وغيره وهو صحيح).
10- لا ينبغي بداءة الكافر بالسلام لحديث: «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه» (رواه مسلم وغيره).
مختارات