" آداب السفر"
" آداب السفر "
أ - آداب قبل السفر:
1- تقديم الاستخارة، وهى صلاة ركعتين من غير المفروضة ثم يدعو بدعاء الاستخارة، عن جابر – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلمنا الاستخارة فى الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمرى – أو قال: عاجل أمري وآجله – فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي فى ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: - عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني، قال ويسمي حاجته» (رواه البخاري ).
2- أن يتوب إلى الله – تعالى – من كل معصية عملها، ويستغفر من كل ذنب اقترفه فإنه لا يدري ماذا وراء سفره، وماذا تخبىءُ له الأقدار.
وأن يبدأ برد المظالم، وقضاء الديون، ويعد النفقة لمن تلزمه نفقته، وأن يستحل من كانت بينه وبينه مماطلة فى أي شيء، ويكتب وصيته، ويشهد عليها ويترك لأهله ومن يلزمه نفقتهم ومؤنتهم ما يكفيهم ولا يأخذ لزاده إلا الحلال الطيب.
3- أن يسافر مع اثنين فأكثر لحديث: «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركْب» (رواه الترمذي وأبو داود).
4- اختيار الرفقة الصالحة، ممن يعينه على الدين، فيذكره إذا نسي، ويساعده إذا ذكر، ويعلمه إذا جهل.
5- التأمير: وهو تأمير الأمير على المجموعة إذا كانوا في سفر لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إذا كان ثلاثة فى سفر فليؤمروا أحدهم...»(رواه أبو داود) وليكن الأمير أحسنهم أخلاقاً، وأرفقهم بالأصحاب، وأسرعهم إلى الإيثار وطلب الموافقة.
6- سفر الخميس والتبكير في السفر:
لما صح عن كعب بن مالك – رضي الله عنه – أن النبى صلى الله عليه وسلم – خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس، وفي روايـة: «لقلما كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخرج إذا خرج فى سفر إلا يوم الخميس» (رواه البخاري).
وأما التبكير فلحديث: «اللهم بار ك لأمتي في بكورها» (رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن) ومعنى " فى بكورها " أي صباحها وأول نهارها. ويستحب السير بالدُّلجة: وهي السير أول الليل، وقيل سير الليل كله لحديث: «عليكم بالدُّلجة فإن الأرض تطوى بالليل» (رواه أبو داود).
7- توديع الأهل والأصحاب:
فقد كان النبى – صلى الله عليه وسلم – إذا ودع أصحابه فى السفر يقول لأحدهم: «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك» (رواه الترمذي).
ومعنى: «أستودع الله دينك» أسأله أن يحفظ دينك.
والمراد بالأمانة: الأهل ومن يخلفه منهم، وماله الذى يودعه ويستحفظه أمينه ووكيله ومن فى معناها.
ومعنى " وخواتيم عملك " الدعاء له بحسن الخاتمة لأن المدار عليها فى الآخرة، والتقصير فيما قبلها مجبور بحسنها (آداب السفر لأم عبد الله).
ب- آداب أثناء السفر:
1- ركوب الدابة ودعاء السفر فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً ثم قال: «سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهون هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة فى الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب فى المال والأهل»، وفى حديث آخـــر: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، والحوار بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال» (رواه مسلم).
2- التكبير والتسبيح: لحديث جابر بن عبد الله – رضى الله عنهمـا – قال: «كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبَّحنا» وفي رواية عنه: «كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا تصوبنا سبحنا» (رواه البخاري).
3- الدعاء، لحديث: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده» (رواه البخاري).
4- الحداء والرجز، لحديث سلمة بن الأكوع – رضي الله عنه – قال: خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى خيبر، فسرنا ليلاً، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك، وكان عامر رجلاً شاعراً، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا، ولا صلينا
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من هذا السائق؟فقالوا: عامر بن الأكوع، فقال: يرحمه الله..» (رواه البخاري ومسلم).
5- الاستراحة في السفر، لما فى ذلك من الرفق بالدابة، وللنوم والراحة مع التنبه حال النزول لتجنب الطرق – فى الليل خاصة – لأن الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع تمشي فى الليل على الطرق، لسهولتها، ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، فإذا عرس الإنسان في الطريق ربما مر به منها ما يؤذيه، فينبغى أن يتباعد عن الطريق.
جـ - آداب بعد السفر:
1- فى دعاء ركوب الدابة يقول ما سبق ذكره ثم يزيد «آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون» وإذا قفل راجعاً وأوفى على ثنيه أو فرقد (الفرقد: الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع) كبر ثلاثاً ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير، آيبون تائبون، عابدون، ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده» (رواه البخاري ومسلم).
ويستحب تكرار هذا الدعاء: «آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون» لقول أنس: «فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة»(رواه مسلم).
2- إخبار الأهل بقرب وصوله، وكراهة قدومه بالليل بدون إخبارهم. وقد نهى النبى – صلى الله عليه وسلم – أن يطرق أهله إلا غدوة أوعشياً (رواه البخاري).
وبين النبي – صلى الله عليه وسلم – الحكمة من النهــي فقال: «كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة» (رواه البخاري ومسلم).
3- الصلاة في المسجد ركعتين عند القدوم من السفر:
لحديث: «كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلَّى ركعتين قبل أن يجلس» (رواه البخاري ومسلم)، وفي حديث جابر – رضي الله عنه – قال: «كنت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في سفر، فلما قدمنا المدينة قال لي: ادخل فصلِّ ركعتين».
مختارات