" فتاوى حول البر والعقوق "
" فتاوى حول البر والعقوق "
* سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: كيف يكون البر بالوالدين؟
فأجاب فضيلته: إن البر بالوالدين يعني الإحسان إليهما بالمال والجاه والنفع البدني، وهو واجب.
*وسئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين: لماذا فضَّل الله الأم على الأب، وقد خص الرسول صلى الله عليه وسلم الأم ثلاث مرات والأب مرة واحدة؟
فأجاب فضيلته: ثبت في الصحيح عن أبي هريرة أن رجلًا قال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال «أبوك»، وفي رواية «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك»، وفي هذا عظم حق الأم على الوالد حيث جعل لها ثلاثة حقوق، سبب ذلك أنها صبرت على المشقة والتعب، ولاقت من الصعوبات في الحمل والوضع والفصال والرضاع والحضانة والتربية الخاصة ما لم يفعله الأب، وجعل الأب حقًّا واحدًا مقابل نفقته وتربيته وتعليمه وما يتصل بذلك، والله أعلم.
* وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
أنا موظف في السلك العسكري، وأستلم راتبًا لا بأس به، وأقدم جزءًا منه إلى أمي تقديرًا لها على تحمل نفقتي في السابق، ولا أعطي الوالد منه شيئًا، لأني لم أتلق منه أية مصروفات حتى وأنا صغير، فهل عليَّ إثم في ذلك؟!
فأجاب سماحته: بر الوالدين من أهم الواجبات وإن كانا لم ينفقا عليك في الصغر، لقول الله سبحانه وتعالى: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " [الإسراء: 23] وقوله تعالى: " أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ " [لقمان: 14].
ويجب عليك أن تبر أباك وتحسن إليه في الفعل والقول، وإذا كان ذا حاجة فعليك أن تواسيه من مرتبك على وجه لا يضرك ولا يضر عائلتك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر لا ضرار».
وله أن يطالبك بما يحتاج إليه من المال إذا كان عندك فضل، لقول النبي صلى اله عليه وسلم: «إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم».
فنوصيك به خيرًا وبأمك، وأن تجتهد في برهما والإحسان إليهما، والحرص على رضاهما.
مختارات