" الأمة في ذمة الله عز وجل والمستقبل للأمة والعز والنصر والتمكين "
" الأمة في ذمة الله عز وجل "
عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة (قيل: الذمة هنا الضمان، وقيل: الأمان) الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه (أي من يطلبه الله للمؤاخذة بما فرط في حقه والقيام بعهده، يدركه الله، إذ لا يفوت منه هارب)، ثم يكبّهُ على وجهه في نار جهنم». [رواه مسلم: (657)].
" المستقبل للأمة والعز والنصر والتمكين "
عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى (أي جمع) لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها» [رواه مسلم: (2889)].
وعن تميم الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر» صحيح [رواه أحمد: (4/103)].
وعن أبي قبيل قال: «كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسئل أي المدينتين تفتح أولاً، القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، فأخرج منه كتابًا فقال: «بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أو رومية؟ (رومية هي روما عاصمة إيطاليا اليوم، وقد تحقق فتح القسطنطينية، والحمد لله، وستفتح روما، بلا شك، إن شاء الله تعالى، وعد الله حقًا) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً، يعني قسطنطينية» صحيح [رواه أحمد: (2/176)].
وروى جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيًا (وهذا الحشو الذي يفعله هذا الخليفة المنتظر يكون لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات، مع سخاء نفسه – كما يقول النووي) لا يعده عددًا» قال الجُريري: قلت لأبي نصرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا [رواه مسلم: (2913)].
وعن نافع بن عتبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله.
ثم فارس، فيفتحها الله ثم تغزون الدجال، فيفتحه الله» [رواه مسلم: (2900)].
وحدَّث أبو هريرة، عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجرُ أو الشَّجُر: «يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله» إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود [رواه مسلم: (2922)].
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس بيني وبينه نبي – يعني عيسى – وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، بين ممصرتين (الممصرة: ثياب فيها صفرة خفيفية)، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها، إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يُتوفى فيصلي عليه المسلمون» صحيح [رواه أبو داود: (4324)].
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبَى لعيشٍ بعدَ المسيحِ، طوبى لعيشٍ بعدَ المسيحِ، يؤذَنُ للسَّماءِ في القَطرِ، ويؤذَنُ للأرضِ في النَّباتِ فلو بذرتَ حبَّكَ على الصَّفا لنبتَ، ولا تَشاحَّ ولا تحاسُدَ ولا تباغضَ حتَّى يمرَّ الرَّجلُ على الأسدِ ولا يضرُّهُ، ويطأُ على الحيَّةِ فلا تضرُّهُ، ولا تشاحَّ ولا تحاسدَ ولا تباغضَ» صحيح [انظر السلسلة الصحيحة].
وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحًا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعًا، أو ثمانيًا» يعني حجة صحيح [رواه الحاكم: (4/557)].
وحدَّث أبو هريرة، عن محمد رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَنْ يجدد لها دينها» صحيح [رواه أبو داود: (4291)].
لفظة «مَنْ» اسم موصول، تقع على الواحد والجمع، والأولى الحمل على الجمع، فلا يكون شخصًا واحدًا، بل جماعة يجددون الدين بإحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنُّة، والأمر بمقتضاهما، وقد يكون بعضهم من أصحاب الحديث، أو من الفقهاء، أو أولي الأمر وغيرهم، فلا يشترط أن يكونوا من طائفة واحدة، لأن الأمة تنتفع بالجميع، ويُعرف المجدد منهم بغلبة الظن بقرائن أحواله والانتفاع بعلمه القائم على الكتاب والسنُّة ومجافاة البدعة.
قال ابن كثير: وقد ادعى كل قوم في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث، والظاهر والله أعلم أنه يعمُّ حملة العلم من كل طائفة، وكل صنف من أصناف العلماء، من مفسرين ومحدثين وفقهاء ونحاة ولغويين إلى غير ذلك من الأصناف (انظر كشف الخفاء: (1/283) بذل المجهود).
مختارات