" الحديقة السابعة : حديقة الشفاعة للمسلمين "
" الحديقة السابعة: حديقة الشفاعة للمسلمين "
إنها حديقة قصّرنا كثيرًا في العمل فيها وقد قال الله تعالى: " مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا " [النساء: 85] إنه وعدٌ من الله بأن يكون لك من شفاعتك الحسنة نصيبٌ من الخير المترتب عليها إضافة على أجر شفاعتك، إنها ضمانات ربَّانيَّةٌ لمن جعل في قلبه حبًّا لإخوانه، وراح يترجم هذا الحب إلى سعيٍ حثيثٍ بما يستطيع مِن جاه أو بيان؛ ليقضي لهم ما يقدر على قضائه، ولقد جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» ثم شَبَّكَ بين أصابعه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا إذ جاء رجل يسأل أو طالب حاجة أقبل علينا بوجهه فقال: «اشفعوا فلتؤجروا، وليقض الله على لسان نبيه ما شاء».
ألا يكفي – يا أخي الكريم – أنك ستخرج بالأجر ولو لم تسمع شفاعتك، أو يتحقق مرادك، وأُسْوَتُك في ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم شفع ولم يحصل ما شفع فيه؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن زوج بريرة كان عبدًا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها – أي خلف زوجته بريرة التي عتقت فأصبحت حرة وبقي هو عبدًا، فقررت أن تتركه - فما زال يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس: «يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثًا» فقال النبي صلى الله عليه وسلم لبريرة: لو راجعته؟ قالت: يا رسول الله، تأمرني؟ قال: «إنما أنا أشفع» قالت: لا حاجة لي فيه» [رواه البخاري].
جرّب مرة فاشفع لأحد من الناس في حاجة له، لتشعر كيف يُثلج صدرك ما أسعدت به أخيك، ولتبهج خاطرك من دعائه لك؛ إنها سعادة لحظة تتولد منها أفراح طويلة، وبذل ساعة تنتج منها حياة سعيدة.
مختارات