" هلاك الأمة بعضهم ببعض "
" هلاك الأمة بعضهم ببعض "
عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زَوَى (أي جمع) لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أُمَّتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها، وأعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيض(المراد بالكنزين الذهب والفضة، والمراد كنزا كسرى وقيصر، ملكي العراق والشام)، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأنْ لا يُسلِّط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم (أي جماعتهم وأصلهم، والبيضة أيضًا: العز والملك)، وإن ربي قال: يا محمدُ، إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يُرد، وإني أعطيتك لأمَّتك أن لا أهلكهم بسنةٍ عامة (أي لا أهلكهم بقحط يعمهم، بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة، بالنسبة إلى باقي أرض الإسلام)، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم منْ بأقطارها – أو قال من بين أقطارها – حتى يكون بعضهم يُهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا» [رواه مسلم: (2889)].
وعن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً، ثم انصرف إلينا، فقال صلى الله عليه وسلم: «سألت ربي ثلاثًا، فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة: سألتُ ربي أن لا يهلك أمتي بالسَّنة فأعطانيها، وسألته أن لا يُهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها» [رواه مسلم: (2890)].
وعن جابر قال: لما نزلت هذه الآية: " قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بوجهك» قال: " أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ " قال: «أعوذ بوجهك» " أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هذا أهون» أو: «هذا أيسر» [رواه البخاري: (4628)].
وعن واثلة قال: «خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتزعمون أني من آخركم وفاة، ألا إني من أولكم وفاة، وتتبعوني أفنادًا (أي جماعات متفرقين، قومًا بعد قوم، واحدهم فنْد)، يهلك بعضكم بعضًا» صحيح [أخرجه أحمد: (4/106)].
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مشت أمتي بالمطيطاء (هي مشية فيها تبختر ومد اليدين) وخدمها أبناء الملوك، أبناء فارس والروم، سلّط شرارها على خيارها» حسن [رواه الترمذي: (2261)].
وعن عقبة بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عقوبة هذه الأمة بالسيف»(أي يقتل بعضهم بعضًا في الدنيا)حسن [رواه الخطيب في التاريخ: (1/317)].
وعن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أريت ما تلقى أمتي من بعدي، وسفك بعضهم دماء بعض، وكان ذلك سابقًا من الله كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل» صحيح [رواه الحاكم: (1/68)].
مختارات